بعد قمة جدة.. العمل العربي المشترك في صدارة المشهد

الثورة – عبد الحميد غانم:
أعطت مشاركة سورية في القمة العربية العادية الـ 32 التي انعقدت في جدة يوم الجمعة 19 أيار 2023 أهمية كبرى لدفع العمل والتعاون العربي المشترك والارتقاء به في مواجهة التحديات والعواصف العالمية التي تهدد مستقبل الأمة العربية. وأشار السيد الرئيس بشار الأسد في كلمته أمام القمة ولقاءاته وتصريحاته إلى الطروحات والتحديات التي تواجه الأمة حالياً، وسبل التصدي لها.
ونظراً لأهمية سورية ودورها الفاعل والمؤثر في دعم مختلف القضايا العربية، وحضورها في القمة العربية هذا العام، فإن ذلك سيساهم دون شك في تماسك الصف العربي، وتعزيز العلاقات بين الدول العربية وتحقيق السلام والاستقرار فيها.
إن لسورية ثقلها وأهميتها الجيوسياسية، فهي دولة فاعلة ومؤثرة في الحضور والمشاركة العربية، لذلك تستحوذ اليوم الاهتمام في القمة العربية وفي أي عمل عربي مشترك، تأمل جماهير الأمة من خلاله الخروج بقرارات مصيرية هامة وبنتائج على مستوى التحديات وعلى قدر تطلعات أبناء الأمة، تعطي العمل العربي المشترك آفاقاً رحبة إلى الأمام تتجاوز الصعوبات والتحديات وتنقله إلى دائرة الفعل والتأثير، وأن يأخذ العرب مسؤولياتهم في التحول النوعي لدورهم الفاعل في التطورات الإقليمية والدولية انطلاقاً من تنفيذ القرارات المتخذة في القمة على أحسن شكل وفعالية والتي تحجز للعرب مكاناً هاماً في العالم يؤكد على دورهم الحضاري والرفيع بين الأمم وفي العالم.
وأن يبحث العرب، كما أكد السيد الرئيس بشار الأسد في كلمته أمام القمة، عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلهم وتنتج أزماتهم كي لا يغرقوا وتغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب والتهديدات، وأن يستفيدوا من فرصة تبدل الوضع الدولي نحو عالم متعدد الأقطاب بعد سنين من هيمنة الغرب المجرد من المبادئ والأخلاق والأصدقاء والشركاء، لذلك على الدول العربية أن تستثمر تلك الفرصة التاريخية كما أكد الرئيس الأسد لإعادة ترتيب شؤونها بأقل قدر من التدخل الأجنبي وهو ما يتطلب إعادة تموضع العرب في هذا العالم الذي يتكون اليوم كي يكونوا جزءاً فاعلاً فيه مستثمرين في الأجواء الإيجابية الناشئة عن المصالحات التي سبقت القمة وصولاً إليها اليوم.
ومن أبرز الثوابت التي ركز عليها الرئيس الأسد في كلمته أمام القمة، تأكيده على ضرورة معالجة أسباب المشكلات التي تواجه الأمة العربية وبلدانها والمتمثلة في مواجهة التهديدات والمخاطر التي تهدد واقع الأمة والمنطقة، وعدم الغرق في معالجة النتائج دون الأسباب التي تنتج مشكلات الأمة، والفرق كبير بين معالجة أعراض المشكلة وبين معالجة أسبابها، كالفرق بين المضمون والشكل، بين النظرية والتطبيق، بين التعليم بالنظري والشفهي وبين التعليم بالممارسة والتطبيق العملي، لذلك كما أكد السيد الرئيس أن الوقوف على معالجة المشكلات يبدأ بمعالجة أسبابها وصولاً إلى حلها.
وهو مبدأ ثابت وأساس في السياسة السورية وتعاطيها مع الأحداث والتطورات الوطنية والإقليمية والعالمية منذ قيام الحركة التصحيحية، وكلنا يذكر دعوات سورية في المحافل والمنابر الدولية في موضوع مكافحة الإرهاب وتركيز سورية على مكافحة أسبابه السياسية والاقتصادية والأمنية الناتجة عن سياسات الهيمنة الغربية في بقاع مختلفة في العالم، وممارسات الاحتلال والعدوان الإسرائيلي والأميركي والغربي في المنطقة.
كما أشار سيادته إلى التحديات الماثلة أمام العرب، والتي تتمثل حالياً في مخاطر الصهيونية والعلمانية والليبرالية الحديثة وسياسات الأحادية القطبية تلك السياسات المتفردة المجردة من المبادئ والأخلاق ومن الوفاء للأصدقاء والشركاء وتعمل على التدخل بالشؤون الداخلية تحت ذرائع وحجج واهية وشعارات حق يراد بها باطل كحقوق الإنسان والحريات المزيفة التي تعمل على إثارة الفتن والحروب الأهلية داخل مجتمعاتنا كي يسهل أمامها من فرض هيمنتها ومشروعاتها ومخططاتها العدوانية في المنطقة والعالم.
وقد حذر سيادته من المخاطر والمخططات التي تستهدف هويتنا وثقافتنا العربية وعروبتنا وتتهم العروبة والقومية العربية زوراً وبهتاناً بالشوفينية والعرقية والعنصرية بهدف جعلها عامل تفكك داخلي لمجتمعاتنا العربية، وكما أشار السيد الرئيس، جعلها في حالة صراع مع المكونات الطبيعية القومية والعرقية والدينية فتموت وتموت معها مجتمعاتنا بصراعها مع ذاتها لا مع غيرها، أي أنه ممنوع على العرب أن يجتمعوا ويلتقوا تحت سقف القومية العربية وتعزيز المكونات العربية، وهو هدف استعماري قديم وحديث، ولعل قيام الكيان الإسرائيلي أكبر دليل على هذا الهدف، فضلاً عن مخططات الشرق الأوسط الجديد التي تكرر في مضمونها اتفاقية التقسيم والتجزئة اتفاقية سايكس بيكو وغيرها من المخططات الغربية التي تشير إليها وثائق غربية في مؤتمر كامبل وغيره.

ودعا السيد الرئيس الحكومات العربية إلى استثمار الفرصة التاريخية التي يشهدها عالم اليوم بالتحول إلى نظام دولي متعدد الأقطاب يساعد على التخلص من كوارث هيمنة وسيطرة نظام الأحادي القطبية، وما تسببته من مآس ومعاناة العالم نتيجة الزلازل والنزاعات التي أشعلتها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب العنصري في بقاع مختلفة من العالم لاسيما في منطقتنا وأهمها زرع كيان الاحتلال والعدوان الإسرائيلي على أرض فلسطين قلب الوطن العربي.
هذا غيض من فيض مما جاء في كلمة السيد الرئيس في قمة جدة، وقد عودنا سيادته عند سماع أحاديثه في هذه القمة وغيرها، التبحر في معانيها ودلالاتها، وهذا يحتاج منا الكثير من المقالات والصفحات لقراءة أفكارها والاستناد إليها في عملنا وفهمنا للتطورات والأحداث والمستجدات في العالم.

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص