الجفاف في ولايات أمريكا الغربية يزيد الانبعاثات ويهدد الصحة البشرية

الثورة – ترجمة رشا غانم:
توصلت أبحاث جامعة ستانفورد إلى أن التحول من الطاقة الكهرومائية إلى الوقود الأحفوري أثناء فترات الجفاف أدى إلى ارتفاع انبعاثات الكربون، وكلف إحدى عشرة ولاية غربية أمريكية عشرات المليارات من الدولارات على مدى العقدين الماضيين.
فعندما تنفد الأنهار والخزانات المنكوبة بالجفاف عبر الغرب الأمريكي، وتجف الطاقة الكهرومائية وتطلق المرافق مئات محطات الطاقة التي تحرق الفحم أو النفط أو الغاز الطبيعي لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، وحين لا يمكن أن يكون التوقيت أسوأ من ذلك، حيث تؤدي موجات الحرارة العالية إلى زيادة استخدام الطاقة، غالبا لتشغيل مكيفات الهواء، ففي الدول التي تعتمد بشكل كبير على الطاقة الكهرومائية لتوليد الكهرباء، يمكن أن تمثل الانبعاثات الناتجة عن التحولات الناجمة عن الجفاف في إمدادات الطاقة ما يصل إلى 40٪ من جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الكهرباء في سنوات الجفاف المستقبلية.
فقد وجدت الدراسة الجديدة التي أجرتها جامعة ستانفورد بأن عواقب الجفاف التي تم تجاهلها تزيد بشكل هائل من انبعاثات الكربون وتسرب الميثان وتلوث الهواء المحلي والوفيات الناجمة عن سوء جودة الهواء، وجنبا إلى جنب، كلفت النتائج الاجتماعية والاقتصادية لهذه التأثيرات إحدى عشرة ولاية غربية عشرات المليارات من الدولارات على مدى العقدين الماضيين.
ووفقا للدراسة، ففي كاليفورنيا وحدها، أدت الزيادة في توليد الأحافير الناجمة عن الجفاف بين عامي 2012 و 2016 إلى أضرار تزيد عن خمسة مليارات دولار، أي ما يعادل مرتين ونصف التكلفة الاقتصادية المباشرة للتحول من الطاقة الكهرومائية الرخيصة إلى الوقود الأحفوري باهظ الثمن.
ونظرا لأن التغيرات المناخية تجعل من الجفاف في الغرب الأمريكي أكثر تواترا وشدة، حيث تشير النتائج إلى الفشل في حساب هذه الآثار، الأمر الذي يدفع الحكومات إلى التقليل من التكاليف الاجتماعية والاقتصادية للاحتباس الحراري، وقيمة الاستثمارات لمكافحته.
ومن جهته، أفاد قائد الدراسة مينغاو كيو، باحث ما بعد الدكتوراه في كلية ستانفورد ومركز ستانفورد للابتكار الاجتماعي في الصحة العالمية:” يشير بحثنا إلى أن التأثيرات المترتبة على الانبعاثات الغازية للبيوت الخضراء، وتلوث الهواء، وصحة الإنسان يمكن أن تمثل تكلفة كبيرة وغير محسوبة لتغيرات المناخ”.
هذا ويقدر الباحث كيو والمؤلفون المشاركون الأضرار الصحية والاقتصادية الإجمالية الناجمة عن توليد الكهرباء الأحفورية الناتجة عن الجفاف بين عامي 2001 و 2021 في الولايات الغربية الأمريكية بما يصل إلى عشرين مليار دولار، مع تكلفة انبعاثات الكربون-والتي تمثل الحصة الأكبر من هذا الضرر- التي بلغت 14 مليار دولار، كما تمثل أضرار الوفيات المرتبطة بتلوث الهواء 5.1 مليارات دولار، ويمثل تسرب الميثان أقل بقليل من مليار دولار من الأضرار.
ومثلها كمثل العديد من التأثيرات المناخية، غالبا ما تنزف هذه الأضرار عبر الحدود، فعندما تنخفض الطاقة الكهرومائية في الولايات الشمالية الغربية التي عادة ما تصدر الكهرباء إلى الجيران الإقليميين، على سبيل المثال، تشعر المجتمعات في كاليفورنيا والجنوبية الغربية بالتأثيرات مع اندلاع محطات طاقة الوقود الأحفوري لسد الفجوة.
وهذه ليست بمشكلة محلية، وفقا لما أعلنه قائد الدراسة كيو:” عندما تضرب الصدمة المناخية في مكان ما يمكن أن يكون لها تداعيات خطيرة على منطقة جغرافية مختلفة كليا وذلك بسبب الطبيعة المترابطة للعديد من أنظمة الطاقة”.
وبينما ركزت الدراسة على غرب أمريكا، يؤكد الباحثون بأن العديد من البلدان التي تعتمد على الطاقة الكهرومائية حول العالم تواجه مخاطر جفاف أكبر بسبب تغير المناخ، كما كتب المؤلفون أنه في الأماكن التي تكون فيها محطات الطاقة التي تعمل بالفحم عالية الانبعاثات هي البديل الأكثر ترجيحا للطاقة الكهرومائية المفقودة، فإن الأضرار الاقتصادية والصحية الناجمة عن تدهور جودة الهواء وانبعاثات غازات البيوت الخضراء ستكون أعلى مما هي عليه في الولايات الغربية الأمريكية، والتي غالبا ما تتحول إلى الغاز الطبيعي.
وأوضح الأستاذ المشارك في مجال السياسة البيئية العالمية في قسم العلوم الاجتماعية بكلية ستانفورد- بيرك:” النتائج التي توصلنا إليها لها آثار وتداعيات على الكثير من المناطق الأخرى في العالم التي تعتمد على الطاقة الكهرومائية، وفي الوقت نفسه قد تواجه جفافا متزايدا”، مضيفا:” في هذه المناطق، يمكن أن يكون لتفاعل الجفاف مع نظام الطاقة سلسلة متتالية من الآثار السلبية على الانبعاثات والصحة”.

وبدوره ختم العالم كيو: ” إذا أردنا حل هذه المشكلة، فنحن بحاجة إلى توسيع أكبر للطاقة المتجددة بالإضافة إلى تخزين أفضل للطاقة، فسنصبح بغير حاجة إلى الاستفادة من الوقود الأحفوري بنفس القدر، وفي النهاية، وللحد من الاحترار المستقبلي ومخاطر الجفاف التي تصاحبه، نحتاج إلى تقليل انبعاثاتنا”.
المصدر – جامعة ستانفورد البحثية الخاصة

آخر الأخبار
المركزي يصدر دليل القوانين والأنظمة النافذة للربع الثالث 2024 تحديد مواعيد تسجيل المستجدين في التعليم المفتوح على طاولة مجلس "ريف دمشق".. إعفاء أصحاب المهن الفكرية من الرسوم والضرائب "التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة