تصدير ورق الغار هو العنوان الجديد والحديث العمل عليه، وبات هو المحور في الفترة الحالية بعد موافقة الحكومة على تصديره، لكنه بات نادراً في الساحل ولا سيما اللاذقية نتيجة الحرائق التي تجتاح المحافظة في كل سنة.
مديرية الاقتصاد في وزارة الزراعة بنت آمالاً عريضة ووردية على موافقة التصدير، وهي سلسلة من الآمال يعرف كل منا أنها لن تتحقق على اعتبار الغار بات من الشجيرات النادرة على الأقل في المناطق التي تعرضت للحرائق بعد أن كان كما الريحان يتكاثف وينتشر بشكل كبير.
أما اليوم فلم يعد من السهل إيجاد شجيرة غار واحدة ولا سيما في المناطق التي كانت محميات طبيعية لها ابتداء من القرداحة وحتى جبال بني هاشم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن أحداً من المحافظة لم يسمع عن زراعة الغار ولا زراعة الريحان ولم يوجهه أحد بذلك ولم ينصحه بذلك.
التصدير جيد ولا شك، ولكن أن يبنى على سلعة نادرة شبه مفقودة، فذلك ليس بحلم بل خيال لا يمكن البناء عليه لأسباب عدة، فزراعة الغار والعناية بشجيراتها لها تكاليفها ولها الوقت المستنزف على حساب العمل المفضي لدخل لا يكفي أصلاً، أي إن المطلوب من الفرد أن يستغني على مدار اشهر عن عمله الأساسي ليتفرغ لزراعة الغار، والسؤال لماذا؟
الجواب حتى يتم تصدير ورقه.. وهنا لا بد من الإجابة عن حزمة من الأسئلة البنيوية المتعلقة بحجر زاوية تصدير الغار: الفرد.. وعليه: كيف سيتم التصدير.. ومن المستفيد من ذلك.. بل أساساً ما مصداقية هذا الوعد، وكل فرد في المناطق التي تعرضت للحرائق يعرف ويبكي ما جرى تجاه الحمضيات على مدار سنوات طوال، وكيف بات العفن والدود يتغذى عليها رغم وعود التصدير، وتالياً لها الزيتون وزيت الزيتون الذي استكثرت عليه إحدى مديريات الزراعة ثمن الصفيحة الواحدة منه (يوم كان سعرها لا يزيد على 150 الف ليرة)، بل إن مكاتب في الزراعة نفسها شنّعت بطريقة غير مسبوقة بزيت الزيتون وأنه غير صالح للاستخدام البشري، لتكون بذلك أول من يقول في التاريخ إن زيته عكر!!
ما الضمانة اليوم تجاه الغار حتى يتفرغ له المزارع؟
وما الضمانة بأن يكون التصدير مجزياً للمزارع ويؤمن له قوت يومه؟
بل من يضمن ألا يتكرر مسلسل الحمضيات وزيت الزيتون وتصديرهما إن صار وبوشر بالتصدير؟
بقيت ناحية واحدة في غاية الأهمية: قبل أن يتم الحديث عن زراعة الغار، كان من الأوفق أن تتم حماية المساحات الطبيعية التي تسيطر عيها شجيرات الغار من الحرائق وبقية العوامل التي أفنت الحراج والطبيعة في كل شبر من أرضنا.