الثورة:
كان الصينيون القدماء وفقًا للأسطورة الشائعة، أول من اخترع بوظة الآيس كريم، قبل أن تشتهر في إيطاليا عن طريق ماركو بولو، ومن ثم في فرنسا عن طريق كاترين دي ميديشي، وبعدها في أميركا بفضل توماس.
للآيس كريم أسماء عديدة في كل حضارة ودولة فهي معروفة باسم داندورما بالتركية، وجيلاتو بالإيطالية، والبوظة في سورية ولبنان، وجرانيتا وجيلاتي وجلاس في مصر.
وصنفت حلوى الأيس كريم في بعض الحضارات والشعوب بأنها رمز الطفولة السعيدة، وهذه الحلوى المجمدة تعددت أصنافها وأنواعها لتتنوع مذاقاتها وكان أشهرها تلك المثلجات ذات اليد الخشبية، والذي عرف باسم «إسكيمو».
وكانت الحلوى الصينية التي ضمت قطعاً من الفواكه المختلطة مع الثلج أول نموذج من الآيس كريم أو البوظة في العالم.
وكان الإغريق والرومان القدامى، بمن فيهم الإمبراطور نيرون، يحبون الاستمتاع بمنتجات اللبن البارد المختلط مع عصير الفواكه.
ويعد الإسكندر الأكبر أحد أكثر المولعين بهذه الحلوى الباردة، حتى أنه يحكى بأنه كان يرسل مدربين على الجري السريع لإحضار الثلج من الجبال، وفي عام 1295 أدخل ماركو بولو وصفة من المثلجات غير المعروفة إلى أوروبا، كان يستخدم فيها الملح الصخري والجليد للحصول على عملية تجميد أسرع ودون تكوين بلورات كبيرة الحجم.
وبدأت الفكرة في أمريكا عن طريق الصدفة عندما حاز طاه أمريكي يعرف باسم، كريستيان نيلسون، على براءة اختراع لوصفة «إسكيمو» خاصة.
هذه الوصفة لم تكن سوى عبارة عن «آيس كريم» بالشكولاته، حيث قام الطاهي بتغطية جزء من المثلجات بطبقة من الشكولاته وأطلق عليها اسم «Eskimo Pie» أو «فطيرة الإسكيمو» وذلك في عام 1919، ليحصل بعد 3 سنوات على براءة لاختراعه.
أول دفعة تجارية من المثلجات قام بها نيلسون بلغت 25 ألف قطعة، وبيعت جميعها.
وأصبحت هذه الحلوى شائعة جداً في أوروبا حيث لم يكن يخلو أي عشاء رسمي من وجود المثلجات سواء في القصور أو بين الارستقراطيين، وفي عام 1949 قام الطاهي الفرنسي، جيرارد تيرسن، بطرح وصفته الجديدة من المثلجات والتي كانت مثلجات مع الفانيليا، لتتطور وتتنوع بعد ذلك المثلجات وتختلف بطعماتها، ولعل أفضلها مذاقاً ما تنتجه محلاتنا السورية في معظم المحافظات.
حسان قصيباتي