يقول أرسطو: “تكلم حتى أراك فعلاً” لأن الكلمة هي المعيار أولاً وآخراً في تقييم كل إنسان، وقال الحكماء العرب: “الكلام صفة المتكلم”، فكم من كلمة رفعت مقام قائلها وأعلنت قيمته وجعلته ذا مكانة مرموقة بين أقرانه وفي أسرته وبالتالي في مجتمعه وأصبح وجيهاً يشار إليه بالبنان، وكم من كلمة سيئة ليست في محلها انقلبت على شخص آخر بشكل سلبي ونغصت عليه حياته.
ونجد أن الشخص المتزن لا يتكلم جزافاً ولا اعتباطاً بل إن يوزن كلامه قبل التفوه بحرف واحد منه، فالحكمة ديدنه، وليس كلامه فقط بل صفاته وأفعاله فنشاهد بأم العين صدقه إذا وعد وأمانته إذا أؤتمن على الكلمة أو الموقف أو على المال فهو الذي يحفظه من الضياع.
وأجمل ما في سلوك أولئك المتزنين خدمتهم للناس إن كانوا يعرفونهم أو لا يعرفونهم و دون منة أو رياء، فسلوك المبادئ تدل عليهم وحتى إن أهل منطقتهم يلجؤون إليهم في حل المشاكل العالقة حتى ولو على حساب وقتهم ومالهم.
وإذا أردت أن تصف أحدهم بكلمات موجزة تقول هو من الرجال الذين قالوا وعملوا وحازوا المحبة والاحترام والتقدير من الجميع.. فكم نحن بحاجة إلى أمثال هؤلاء في كل حي وكل شارع وقرية ومدينة وعلينا أن نشير إلى هؤلاء دائماً ونذكر بهم ليكونوا نبراساً للجيل الذي نعول عليه للمستقبل، فنحن مؤتمنون على هذا الجيل ليكون سلوكه هو المعيار في حياته، فالنجاح أسسه الصحيحة في كل مشروع أو عمل هو السلوك الطيب والأخلاق الرفيعة الصدق والأمانة والكلمة المعبرة الهادفة التي تبني وتجمع الشمل.
فلا يكفي العلم وحده بل لابد مع العلم من التربية والأخلاق، ومثال ذلك أسلحة الدمار الشامل المخترعة بالعلم والمعرفة لكن عندما انعدمت الأخلاق عند من اخترعها واستخدمها فكانت لتدمير الشعوب الآمنة.
وختام القول سلوكنا يدل علينا وعلى مدى الوعي الذي نمتلكه لنكون أفضل لأنفسنا ولأسرتنا ولمن حولنا ولمجتمعنا الذي نريده سليماً معافى ليقف قوياً أمام التحديات التي تواجهه فقل لي كيف هو سلوكك في الحياة أقل لك من أنت.
جمال الشيخ بكري