الثورة – ميساء الجردي:
انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر الوطني الثاني للإنتاج الحيواني في كلية الزراعة بجامعة دمشق بهدف الإطلاع على واقع الثروة الحيوانية والعوامل المؤثرة فيها وآليات التحسين والتطوير من خلال عرض أهم المستجدات في هذا المجال.
تتضمن أعمال المؤتمر مجموعة من الأبحاث المتعلقة بالتغيرات المناخية على صحة الحيوان وآفاق الثروة الحيوانية في سورية واستخدام التقانات الحيوانية في التحسين الوراثي والتنشئة الاصطناعية لمواليد الإبل الشامية في محطة بحوث دير الحجر، وواقع الخيول العربية في سورية وتأثير التغيرات المناخية على الموارد الوراثية الحيوانية والتكيف معها.
وفي كلمة له خلال افتتاح المؤتمر أكد نائب رئيس الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا الدكتور محمد فراس الحناوي أن الجامعة أدركت أهمية التنمية المستدامة للمرحلة القادمة، وأدرجتها على سلم أولوياتها لتفعيل دورها في خدمة المجتمع، لافتاً إلى أهمية حماية التنوع الوراثي كأحد الحلول الرئيسية للتطور، وكونه يتيح للثروة الحيوانية التكيف مع التحديات كتغير المناخ، والأمراض الناشئة، والضغوط على تأمين الأعلاف، مؤكداً على أهمية الإدارة المستدامة لتنوع الثروة الحيوانية وتحديد السلالات المعرضة لخطر الانقراض، وتخطيط وتنفيذ برامج لصونها والمساعدة في ضمان سبل عيش مستدامة، ومستقبل يتحقق فيه الأمن الغذائي للجميع.
وبين الدكتور أحمد هدال عميد كلية الزراعة أهمية اللقاءات العلمية في مناقشة أحدث مستجدات العلم بمختلف مجالاته وتبادل الخبرات والتجارب بين المشاركين، وخاصة أن الحديث اليوم يتناول الثروة الحيوانية وأهمية رفع إنتاج السلالات والمواد الغذائية بما يساعد من رفع أعداد الحيوانات المحلية الزراعية، لافتا إلى ما قامت به وزارة الزراعة من مشاريع لتحسين الأبقار المحلية وإنتاج الحليب، وما قام به طلاب الدراسات العليا والباحثون في أقسام الإنتاج الحيواني بكلية الزراعة من دراسات وأبحاث عن السلالات المحلية الحيوانية والتي بقي معظمها حبيس الأدراج بسبب ظروف الحرب وما تتعرض له البلاد من عقوبات، مما أثر بشكل سلبي على هذه الثروة.
الدكتور محمد النصري ممثل المدير العام لمنظمة أكساد تحدث حول ما توفره الثروة الحيوانية من منتجات غذائية وعلاجية ومواد خام للصناعة والأسمدة العضوية وقوة عمل ونقل للزراعة وتوفر المزيد من الاستقرار الاقتصادي للمزرعة وللأسرة الريفية، إضافة لكونها رادعا ضد التضخم وتساعد في الحد من المخاطر المرتبطة بإنتاج المحاصيل النباتية، مبينا دور البحث العلمي في كشف العمق التاريخي لتربية الحيوانات في سورية حيث عثر في تل الرماد قرب دمشق على عظام متفحمة للأغنام والأبقار والجاموس وغيره والتي تعود إلى عشرة آلاف عام قبل الميلاد. وأكد الدكتور نصري أن السلالات الحيوانية المحلية تتمتع بصفات وراثية فريدة تمكنها من البقاء على قيد الحياة والإنتاج بأقل مستوى من التعرض للأمراض وهي تشكل جزءا مهما من نسيج التنوع الحيوي وتشكل الأساس اللازم لمواصلة تحسين وصيانة الأنواع التي يستفاد منها حاليا.
وفي تصريح للإعلاميين بينت النائب العلمي في الكلية الدكتورة عفراء سلوم أن هدف المؤتمر ربط الكلية بالمجتمع وتعزيز الشراكة مع القطاع العام والخاص والمنظمات الدولية والمؤسسات المختلفة ذات الصلة لرفع سوية الإنتاج الحيواني على كافة الأصعدة (خيول، أغنام، ماعز ودواجن) والتركيز على تفعيل الأبحاث العلمية التي من شأنها زيادة الإنتاجية، مشيرة إلى أن هذه التشاركية الفعلية مع مختلف القطاعات تصب في مصلحة كلية الزراعة والبحث العلمي بشكل عام.
وتحدث الدكتور قيس محمد مدير المعهد التقاني الزراعي بالقنيطرة حول مشاركته بعنوان واقع التسمين للديك الرومي المُسمن تحت ظروف البيئة المحلية، مشيرا إلى أن دخوله إلى الأسواق السورية كان جديدا بعد عام 2003 وهو يحتل المرتبة الثانية بعد الفروج، إلا أن الاهتمام به ليس كافيا من قبل الإدارات والمؤسسات والمزارع الخاصة على الرغم أنه مصدر مهم للبروتين الحيواني وتكلفته أقل من تكلفة الأبقار والأغنام وكمية اللحم المنتجة منه أعلى منها بكثير.
وأشار الدكتور قيس إلى أن قطاع الدواجن هو الأكثر تضررا بالحرب الكونية التي شنت على سورية لأن مستلزمات الإنتاج لم تعد متوفرة، وبالتالي الهدف من البحث هو تسليط الضوء على هذا النوع من التربية الحيوانية وإعطاؤها حقها وإدخالها في برامج التربية المكثفة في سورية. خاصة بعد أن أثبتت التجارب قدرة الديك الرومي على التكيف في البيئة المحلية من الشمال السوري حتى الجنوب.
الدكتور محمد زهير قزويني مدير عام شركة أكمافيد قدم لمحة عن الشركة ونشاطاتها وخاصة في مجال دعم البحث العلمي الخاصة بجوانب تقديم الأدوية البيطرية للحيوانات وإضافات علفية للحيوانات الكبيرة والصغيرة من دواجن وأبقار.
وأشار الدكتور قزويني إلى أن مشاركتهم في هذا المؤتمر هي جزء من الاتفاق العلمي الذي يجمعهم مع جامعة دمشق وكلية الزراعة إدارة البحث العلمي، وأن أول بحث تم العمل عليه مع الكلية كان في مجال استخدام الدخن وإنتاج الأعلاف الخاصة بالدواجن.
لافتا إلى أنهم يقدمون الدعم بشكل دائم لجميع الندوات والأبحاث التي تُنتج في جامعة دمشق وفي كلية الطب البيطري في حماه، كما أنهم يقدمون الدعم المالي واللوجستي وكذلك البناء كنوع من المشاركة في البحث العلمي وتحسين كل ما يخدم الإنتاج الحيواني والتي كان من ضمنها تقديم منشأة للبحث العلمي في كلية الطب البيطري بحماة وأخرى في كلية الزراعة بدمشق.
ويناقش المشاركون على مدار يومين ستة محاور أساسية حول التحسين الوراثي لسلالات الحيوانات الزراعية المحلية، وتغذيتها، ورعايتها، وتناسلها، وصحتها، والخطط والبرامج الضرورية لتحقيق الاستخدام المستدام لتلك السلالات.