الملحق الثقافي- سهير زغبور:
في عصر اختلاط الفنون بتسويق الأسرع انتشاراً ..منها ..
نجد أن أنواعاً منها بدأت بالنزوح خلفاً إلى تلك الأزمنة التي لمعت فيها دون منازع …
بمعنى آخر .. اتخذ رواج الشابكة كمسوّق بارع ..منحى الفرز الإنسيابي …
فتقدمت فنون على حساب أخرى …
إذ بدأنا مثلاً نفتقد المسرح وخشبته وكذلك السينما
أمام ما يتم عرضه على اليوتيوب من مسرحيات أو أفلام أو مسلسلات.. التي بدورها تتحول إلى تكرار يهجره المتابعون بعد حين وتصبح تلك الأمكنة أشبه بآثار دارسة ..
ليأتي بعد ذلك دور المعارض التشكيلية في تقلصها …
ونحن نعلم كم من الأثر تترك ونحن نتجول بين اللوحات.. نحاورها حتى تكاد تنطق ..فنفهم ماذا أراد الرسام أن يقول دون أن يتكلم …
لكن الإنترنت صار الكفيل الأقرب لضمان رواجها بالنسبة للفنان وللجمهور أيضاً
حتى حين يريد بيعها فالأمر يحصل بسرعة …ورويداً رويداً تصبح طي النسيان لأنها تفتقد مكانها الأصح …
وضمن هذه المتغيرات ..نلحظ أن الأدب هو من ينتشر بسرعة الضوء ..
لأن الإنترنت جعل جدرانه تمتلئ شعراً ..
نثراً ..قصة .. وكلها يتابعها الآلاف ..
يقرؤونها .. بعين قد لا تكون مجردة من الطابع الشخصي …بحكم عنوان الصداقة الفيسبوكية .. فتغزر الكتابة حتى التخمة
ويكثر الشعراء .. ويقل النقاد …
ويظل المعنى يدور في قلب الكلمة التي ما زالت تبحث عن الورقة والقلم ..
والشاعر الحق ….
أنه زمن الكم لا النوع ..
تراجعت فنون وتكاثرت فنون …
وبقي منها رجع الصدى
العدد 1160 – 19-9-2023