الثورة – رويدة سليمان:
بعيوننا وقلوبنا، شاركنا اليوم صغاراً وكباراً، نساء ورجالاً بتشييع شهداء سورية من آباء وأمهات وشباب وصغار.. أبطال جيشنا العربي السوري الذين تخرجوا برتبة شهيد.
كان صباحاً حزيناً قاسياً مؤلماً موجعاً للسوريين الشرفاء، لأمهات وآباء وأخوات وأقارب وأطفال يرقبون بكل صمت نجوم أبطال اختصروا قيم الحياة الفاضلة وأفعالها المجيدة بكلمة واحدة وفعل واحد هو الشهادة.
لحظة التقطها الإرهاب ليغتال فرحهم وأملهم وضحكات الأطفال، ليعبث بالأحلام والآمال وبراءة الطفولة، وربما استطاع عشاق ثقافة الموت والجهل والظلام، أعداء الإنسانية إحالة مراسيم التخرج إلى تشييع، وعبارات التهنئة إلى تعزية ولكن هيهات أن ينالوا من قوتنا وعزيمتنا وإرادتنا، أدوات جديدة للإرهاب، متفجرات حقد وغدر لن تجدي أمام شعب أراد الحياة وقدره تقديم المزيد من التضحيات بحجم انتصاراته الكبيرة، لم ولن يبخل بالدم والروح ليبقى اسم الوطن على ضفاف النجوم، قالها اليوم ذوو الشهداء.. الوطن غال نفتديه بالروح والدم وكلنا مشاريع شهادة.
اليوم استقبلت مدن وقرى سورية جثامين الشهداء، الشهيد تلو الشهيد يعطرون تراب الوطن والأعداد في ازدياد تعلن ولادة حقيقة لاجتثاث الإرهاب، لتطهير أراضينا من دنس ورجس الإرهاب الغادر الحاقد الطامع.
شهداء تخلدت أسماؤهم وخلدوا في الذاكرة والتاريخ اسم الكلية الحربية بحمص، كوكبة جيدة من الشهداء تضع على عاتقنا مسؤوليات كبيرة، توصيات ورسائل من دم الشهيد تمدنا بالقوة والصمود يقرؤها طلاب العلم اجتهاداً وتفوقاً على مقاعد الدراسة وعمالنا عطاء وإخلاصاً وتفانياً في العمل.
وأما الأسرةالسورية فتجسدها انتماء ووطنية في نفوس أبنائها بفخرها واعتزازها بهذه الصور النبيلة وهي تعزف لنا لحن الشجاعة والوطنية والغيرية والعطاء والتفاني في حب الوطن.
ويبقى دم الشهيد قوة خالدة وتذكيراً بأن علينا جميعاً كلاّ من موقعه واجب عدم التفريط بقدسية الوطن وحريته ونعزز ذلك بالعلم والعمل من أجل رفعته.