الثورة – علا مفيد محمد:
حالةٌ من الحماس والتحدي تشتعل في صفوف الابتدائية في هذا الوقت من السنة في جميع المدارس السورية استعداداً لانتخابات عريف الصف، هذا المنصب” المغري” الذي يترشح له ربما معظم تلاميذ الصف ولا غرابة في رغبة الكثيرين بالترشح فالعريف هو الزعيم في غياب المعلم والكل يرى في نفسه قائداً.
كما يُنظر إلى مهمة العريف على أنها مبعث للفخر وله منزلة بين أهله فكثيراً من الأمهات تتفاخر بأن طفلها أو ابنها قد أصبح عريفاً للصف الذي تم اختياره من قبل زملائه ضمن انتخابات تبدأ بطلب المعلمة من الراغبين بالترشح برفع أيديهم للنظر في عدد المترشحين. هذا ما أوضحته سلاف محمد معلمة الصف الرابع في مدرسة الشهيد يونس رضوان في حديثها للثورة عن الانتخابات التي تعتبر ضمن نشاطات منظمة الطلائع وهي أمر ضروري سواء في مدرسة الفتيان أو الفتيات.
ولفتت إلى أن المعلمة هي صاحبة القرار في اختيار المرشح الجدير الذي تتوافر فيه عدد من الصفات ليتم اختياره، من أهمها أن يكون مؤدباً مرتباً متفوقاً، محبوباً من قبل الزملاء، غير متسلط وأهم صفة أن يكون قادراً على ضبط الصف.
إلا أنه ومراعاةً لمشاعر كل المرشحين تقوم المعلمة بقبول ترشيح كل من يرغب لتبدأ الانتخابات والتلميذ الذي يكون أكثر شعبية ورضا ينال أعلى الأصوات ويتم اختياره عريفاً للصف.
وأشارت المعلمة محمد أنه في نهاية كل انتخابات الكثير من التلاميذ يتأثرون نفسياً بفعل الغيرة من بعضهم وخاصة من لم ينل أصواتاً كافية فإنه يشعر بالخذلان والخجل.
لذلك تقوم وفق العد التنازلي للأصوات باختيار عريف للطليعة أكثر من واحد ربما ثلاثة وهكذا مع نائب للعريف وأميناً للسر وكل منهم يتولى مهمته تجاه الصف لكن النشاط الأكثر يكون لعريف الصف الذي من واجباته تنظيم الاصطفاف في باحة المدرسة وأخذ الحضور والغياب وضبط الصف قبل وصول الأستاذ إلى الحصة، بالإضافة إلى أنه مسؤول عن نظافة الصف والحفاظ على محتوياته وانضباط وتصرفات زملائه خلال تواجدهم في مقاعدهم داخل الصف أثناء غياب المعلم أو في الاستراحة بين الحصص.
وأضافت محمد أن هناك فرقاً في اختيار العريف بين الفتيان والفتيات.. ومن أبرز هذه الاختلافات أن الفتيات يكن أكثر هدوءاً وسماعاً للكلام وبالتالي لا يكون هذا المنصب صعباً على الفتاة على عكس الفتيان الذين ترتفع لديهم نسبة المشاغبة والعنف في بعض الأحيان.
أما عن الدافع النفسي للتنافس بين التلاميذ على منصب عريف الصف بينت رشا الصباغ المرشدة التربوية أن العريف محط اهتمام بشكل عام فيما الأطفال وخاصة الأعمار الصغيرة ميالون لمشاركة الكبار بالحصول على أدوار مهمة ليشعروا بقيمتهم من خلالها وأن الطفل من خلال منصب العريف يحصل على اهتمام أكثر من المعلمة ويحاول نيل رضاها ليكون راضياً عن نفسه شاعراً بقيمةٍ أعلى.
ونوهت صباغ أن صاحب الشخصية القوية هو القادر على أن يكون عريف الصف، فمن الأطفال من لديه بوادر قيادية منذ الصغر، ولكن يجب على المعلمين التوضيح بالكلام والفعل أنهم كلهم بنفس المكانة قدر المستطاع وعدم المقارنة لأن المقارنة تؤدي إلى تدمير الذات عند الأطفال فيشعر الطفل أنه أقل ويشكل لديه عقد نقص طويلة المدى.
كما أكدت على مهمة الأهل في تعزيز ثقة أولادهم بأنفسهم وذلك بعدم مطالبتهم بأدوار فوق طاقتهم ومقارنتهم بزملائهم فلكل طفل ميزات خاصة وقدرات مختلفة وهنا يأتي دور الأهل في دعم وتشجيع أولادهم بهدوء ووعي بغض النظر عن الأدوار والعلامات لأن الحب والدعم يثقل الشخصية وعندما يشعر الأولاد بالحب من أهلهم بدون شروط يصبحون أقوى وشخصياتهم أنضج.