الثورة – همسة زغيب:
الشاعرة ميرسا أبومغضب لديها إحساس مرهف وموهبة قوية، إحساسها متميز غلب على شعرها الطابع التراثي والوجداني والاجتماعي، حيث تناولت قصائد الغزل والحب بعفوية مطلقة في التعبير والبوح، وركزت على المرأة لأنها كانت تعرف أكثر من غيرها حجم المعاناة التي تحاصر كل امرأة.
تأثير البيئة كبير على الشاعرة كما قالت الشاعرة ميرسا أبو مغضب متأثرة ببيئتها الجبلية، فلكل إنسان موهبة تحتاج لمن يكتشفها وينميها لتنير بصيرته ويعبر عما يجول في داخله، فهي تعشق الأدب والشعر والفن، فتولعت بالشعر منذ طفولتها وتحديداً في سن ٩ سنوات، استهوتها المطالعة ومتابعة الشعر، فأطربت أذنها ووجدت فيها شيئاً مختلفاً عن المواد الأخرى، فصقلت موهبتها الشعرية بالقراءة فأصبح لديها رصيد لغوي مكنها من متابعة كتابة الشعر .
كما شاركت في العديد من التظاهرات والملتقيات الأدبية على المستوى الوطني، ولها قصائد وكتابات نالت إعجاب النقاد ولها مشاركات في أمسيات شعرية ومؤتمرات تربوية ونسوية، ونالت العديد من الجوائز والشهادات التقديرية في المجالات الأدبية، ومهرجان سلطان الأطرش.
معظم القصائد جاءت سلسة ومنسوجة بطريقة بعيدة عن التكلف والتعقيدات، أما القالب اللغوي فهو موجه لديها لنقل المعنى الحقيقي للقارئ، فهي اعتادت منذ صغرها للتعبير بالكلمات عن كل ما كل ماتراه بعينها، فوجدت في كتابة الشعر وسيلة للتعبير عن موهبتها، إلا أن نغمة الحزن كانت واضحة في بعض القصائد…
عباب بيتي وقفت الغيمات
تنطر دموعي لتهل دموعة
نسرد مواجع بالقلب خيبات
تنام وتصحى مثلي موجوعة
تحكي شوذاقت اللوعات
ومن دمعها تنبت زروعة
ليش الطيب عايش بمأسات
لاشكر يجني ولالحظ طوعة
يازمن صفي كاس الدمعات
شوف المواقد تبكي من شموعة
طال الصبر والحزن هيهات
يرحل حتى على الفرح نوعة..
الشاعرة أبومغضب ابنة السويداء، شاعرة ملتهبة العواطف متحمسة جمعت بين الأنوثة والأناقة وقوة التأثير معاً، فخيال الشاعرة بات مندمجاً بعمق أحاسيسها فأنتجت لغة جميلة في كل ما تكتب .

السابق