الثورة – ترجمة وجيها رومية:
قال الوزير الكبير لمملكة كمبوديا تشيم كيث ريثي خلال اجتماع جانبي على هامش منتدى الحزام والطريق الثالث للتعاون الدولي في بكين يوم الخميس الماضي، إن “مبادرة الحزام والطريق حققت نجاحاً كبيراً “.
أخذ الدكتور ريثي طريق بنوم بنه – بافيت السريع، وهو مشروع اتصال رئيسي يربط العاصمة الكمبودية مع بافيت، وهي بلدة تقع على الحدود مع فيتنام، مقدماً إياه كمثال لإثبات تعليقه.
قبل وجود هذا الطريق السريع، كان الوصول إلى الحدود يستغرق من خمس إلى ست ساعات عبر طريق صغير مزدحم، وأضاف أنه كان هناك أيضاً الكثير من حوادث المرور، مما أعاق تدفق البضائع أيضاً، ولكن الآن أدى هذا الطريق السريع إلى تحسين الوضع بفضل مبادرة الحزام والطريق.
وقال الدكتور ريثي إن الأمر لا يتعلق بتوفير الوقت فحسب، بل بإنقاذ الأرواح لأنه يوجد الآن عدد أقل من الحوادث المرورية، وأضاف أن ذلك أدى أيضاً إلى خفض التكاليف اللوجستية للشركات الكمبودية والشركات العالمية التي أقامت أعمالها في كمبوديا، وبالتالي زاد هامش ربحها.
تصادف هذا العام الذكرى السنوية العاشرة لمبادرة الحزام والطريق. وفي يومي الثلاثاء والأربعاء، اجتمعت 151 دولة و41 منظمة دولية وأكثر من 10 آلاف مندوب في بكين وحضروا منتدى الحزام والطريق الثالث للتعاون الدولي في بكين. وقال خبراء عالميون في الاجتماع إن هذه كانت صفعة قوية على وجه أولئك الذين انتقدوا مبادرة الحزام والطريق على مدى العقد الماضي، وأشاروا إلى أن حضور هذا العدد الكبير من الأشخاص أظهر بالفعل شعبية وتأثير مبادرة الحزام والطريق.
بحلول حزيران 2023، وقعت الصين أكثر من 200 اتفاقية تعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق مع أكثر من 150 دولة و30 منظمة دولية عبر خمس قارات، مما أسفر عن عدد من المشاريع المميزة والمشاريع الصغيرة الحجم ولكن المؤثرة.
وبغض النظر عن مساهمة مبادرة الحزام والطريق الكبيرة في تنمية الدول والمناطق الشريكة، فقد واجهت المشاريع والمؤسسات الصينية في الخارج تدقيقاً وانتقاداً متكررين، وخاصة من وسائل الإعلام الغربية. وتدور هذه الاتهامات في المقام الأول حول بعض النقاط الرئيسية، مثل الادعاءات حول “فخ الديون”، والإضرار بالبيئة وهيمنة الشركات الصينية على المشاريع.
وقال إريك سولهايم، الرئيس المشارك لمركز أوروبا وآسيا والوكيل السابق للأمين العام للأمم المتحدة، خلال كلمته الرئيسية في المؤتمر، إن انتقادات فخ الديون هي “بصراحة دعاية مناهضة للصين، لا أكثر”.
وقال سولهايم لصحيفة غلوبال تايمز “الانتقادات ليست عادلة. مبادرة الحزام والطريق ليست فخ ديون كما يدعي البعض. على العكس من ذلك، هناك ديون مستحقة على الدول النامية للغرب أكبر بكثير من تلك المستحقة للصين”.
تدين الحكومات الأفريقية للبنوك الغربية ومديري الأصول وتجار النفط بثلاثة أضعاف ما تدين به للصين، وتتحمل ضعف الفائدة، وفقاً لبحث صدر في أيار 2022 من قبل ديبت حوستيك. وذكر التقرير استناداً إلى بيانات البنك الدولي أن 12 في المائة فقط من الديون الخارجية للحكومات الأفريقية مستحقة للمقرضين الصينيين مقارنة بـ 35 في المائة المستحقة لمقرضين من القطاع الخاص الغربي.
وقال سولهايم: “مستقبل مبادرة الحزام والطريق مشرق للغاية”، وأضاف أن مفتاح تنمية العالم في العقد المقبل وكذلك مستقبل مبادرة الحزام والطريق هو التنمية الخضراء، حيث تتمثل المجالات الرئيسية في الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أو الهيدروجين.
وأضاف: الصين لديها الكثير لتقدمه للدول النامية الأخرى من خلال مبادرة الحزام والطريق والممرات الخضراء مثل ممرات السكك الحديدية في أفريقيا وكينيا والممر الذي يربط بين لاوس ويوننان الصينية. وهناك الكثير غيرها. لذلك نرى هذا التطور الأخضر الذي يحدث بسرعة كبيرة، وأشار سولهايم إلى أن مبادرة الحزام والطريق هي المروج الرئيسي لذلك.
كما أن التعاون في مجالات أخرى مثل التعليم والفن والثقافة والتراث والصحة سيجذب المزيد من الاهتمام في المستقبل. وأشار الخبراء في الاجتماع الجانبي إلى أن تغير المناخ وإدارة تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي يدعوان أيضاً إلى مزيد من التعاون.
أما بالنسبة للانتقادات الموجهة إلى مبادرة الحزام والطريق، فقال سولهايم إنها ستستمر لكنها على الأرجح ستضعف، مضيفاً أنه يتعين على الغرب أن يتوصل إلى نهج مختلف بدلاً من التنافس مع الصين.
لقد جاء الكثير من الانتقادات الموجهة إلى مبادرة الحزام والطريق من مصادر أمريكية، وبشكل أساسي من أشخاص يريدون حقاً الانتقاص من أهمية مبادرة الحزام والطريق، ويستند هذا إلى نوع من الغيرة من الولايات المتحدة وهي تكافح للتنافس مع الصين.
وتساءل سولهايم لماذا لا نحاول تكملة الصين بدلاً من ذلك. “لم تقم الولايات المتحدة ببناء كيلومتر واحد من السكك الحديدية عالية السرعة في القارة الأمريكية، في حين قامت الصين ببناء حوالي 4000 كيلومتر في السنوات الخمس عشرة الماضية. لذا، ما مدى احتمالية أن تتمكن الولايات المتحدة من التنافس مع الصين في شيء لا يمكنها القيام به في الداخل؟ “.
وقدم سولهايم اقتراحات أخرى، قائلاً إن الاستثمار في التكنولوجيا والصناعة الطبية يجب أن يكون متاحاً للدول النامية بطريقة جديدة تماماً، وأضاف إن “الطلاب في أفريقيا وأمريكا اللاتينية يرغبون في الذهاب إلى جامعات هارفارد وستانفورد. لماذا لا نفتح المجال أمام المزيد من الطلاب للقدوم إلى الجامعات الأمريكية؟ وهذا سيكمل مبادرة الحزام والطريق ولن ينافسها”.
المصدر – غلوبال تايمز