“غلوبال تايمز”: وزير دفاع صربيا: خلافاً للقوى العظمى.. الصين لا تضع شروطاً على تعاونها مع الآخرين
الثورة – ترجمة وجيها رومية:
المقاومة الشجاعة التي أبدتها صربيا، حليفة الصين، ضد منظمة حلف شمال الأطلسي أثناء عدوانها على يوغوسلافيا السابقة في عام 1999، قد أثرت في الكثيرين في الصين. إن الإنجاز الأسطوري الذي حققته القوات الجوية والدفاع الجوي الصربية بإسقاط طائرة مقاتلة الشبح لأول مرة في تاريخ البشرية قد حظي باحترام العديد من الشعب الصيني.
في نيسان الماضي، أثارت أنباء شراء بلغراد لأنظمة الدفاع الجوي FK-3 من بكين مناقشات في العالم الغربي. وقد شارك نائب رئيس الوزراء الصربي ووزير الدفاع ميلوس فوتشيفيتش وجهات نظره حول هذه القضية وغيرها من القضايا الساخنة في مقابلة حصرية أجراها مؤخراً مع مراسلي غلوبال تايمز هو يووي وفان وي (جي تي ).
وأعرب وزير الدفاع الصربي خلال المقابلة عن امتنانه العميق للصين لدعمها المخلص لسيادة صربيا ووحدة أراضيها، وأكد مجدداً تمسكها بمبدأ صين واحدة. وأشار إلى أن الأسلحة الصينية ستساعد في تحديث القوات المسلحة الصربية، ويتطلع إلى زيادة تطوير التعاون الثنائي، وخاصة على الجبهة العسكرية.
وقال المسؤول الكبير إن الصين، على عكس القوى العظمى الأخرى، لا تضع أي شروط على تعاونها مع صربيا، وكرست إنجازاتها في مختلف المجالات بإخلاص لتحقيق أهدافها العالمية. وأعرب عن تفاؤله بشأن متانة الصداقة بين البلدين، واعتبر الصين أحد أصدقاء صربيا الأكثر موثوقية. وقال وزير الدفاع الصربي تعليقاً على سؤال حول شراء الجيش الصربي أسلحة ومعدات طورتها الصين، مثل الصواريخ المضادة للطائرات والطائرات بدون طيار. وهذا يختلف عن الخيارات التي اتخذتها الدول الأوروبية الأخرى، والتي تختار في الغالب المعدات الأمريكية أو الروسية الصنع. لماذا اختار الجيش الصربي الأسلحة والمعدات الصينية الصنع، وما هي العوامل التي تم أخذها في الاعتبار في هذا القرار؟.
قال فوتشيفيتش: باعتبارها دولة محايدة، تتعاون صربيا مع شركائها الشرقيين والغربيين على حد سواء، وقد التزمت بذلك لسنوات عديدة. في الماضي، تم تسليم العديد من الأصول إلى صربيا، ومن أهمها بلا شك نظام الصواريخ الصينية المضادة للطائرات متوسطة المدى FK-3 والطائرات الصينية بدون طيار CH-95 وCH-92A.
لقد اجتذب تسليم الأسلحة والمعدات من الصين انتباه الرأي العام على مستوى العالم، ولكن الأهم وما ينبغي تسليط الضوء عليه هو أن القوات المسلحة الصربية تتعزز بشكل كبير بفضل الأسلحة والمعدات الحديثة، وبالتالي تكتسب قدرات لم تكن تمتلكها من قبل. وسنواصل تعزيز قدراتنا، سواء في مجال الموارد البشرية أو الأسلحة أو المعدات العسكرية، حتى نتمكن من حماية شعبنا أينما يعيش، ولكي نكون الضامن لاستقلال صربيا.
وأضاف فوتشيفيتش: إن تجهيز قواتنا المسلحة بأسلحة ومعدات عسكرية حديثة هو خبر ممتاز لأفرادنا العسكريين، ولكن أيضاً لمواطنينا. حيث تستند جميع القرارات المتعلقة بشراء المعدات وتحديث قواتنا على تحليلات شاملة وتقييمات الخبراء التي تجريها السلطات المختصة في وزارة الدفاع والقوات المسلحة الصربية. نحن نشير إلى الأسلحة الحديثة التي نسعى من خلالها إلى تعزيز قدراتنا الدفاعية وتحسين جاهزيتنا القتالية بشكل كبير. ومن المؤكد أن الحصول على نظام FK-3 الحديث المضاد للطائرات قد وفر أمانًا إضافيًا لمجالنا الجوي وبلدنا ككل.
علاوة على ذلك، من خلال الحصول على طائرات CH-95 الموجهة عن بعد من شركائنا الصينيين، قمنا بتحسين قدراتنا في الاستطلاع الجوي والاشتباك مع الأهداف بشكل كبير، والتي لا تمتلكها العديد من البلدان في المنطقة والعالم.
وأشار وزير الدفاع الصربي إلى أن صربيا ستواصل تجهيز جيشها وتعزيز قدراتها الدفاعية حتى تتمكن من مواجهة جميع التحديات والمخاطر والتهديدات الأمنية بشكل مناسب، والحفاظ على شعبها وبلدها.
وقال فوتشيفيتش: إننا ممتنون حقا لدعم الصين المخلص للحفاظ على سيادة صربيا ووحدة أراضيها. إن موقف الصين بشأن قضية كوسوفو وميتوهيا كان دائماً مبدئياً وثابتاً، وهو دليل على الصداقة الحقيقية بين البلدين. إننا نعتبر الصين صديقتنا التقليدية وطويلة الأمد في هذه الأوقات الصعبة، ولكنها أيضاً أحد العوامل الحاسمة التي تساهم في السلام والاستقرار العالميين، وهو ما أثبتته مرات لا تحصى من خلال سياسة الصين في وقت السلم وتحركاتها السياسية الحكيمة.
المصدر – غلوبال تايمز