في ظل الانحياز الأميركي المعيب، والتخاذل الدولي المريب، تواصل آلة القتل والتدمير الإسرائيلية عدوانها على غزة، وخاصة الأطفال والنساء، وحتى المستشفيات والكنائس والمساجد والمدارس والبنى التحتية، لم تسلم من الاستهداف المتواصل منذ 17 يوماَ دون توقف أو انقطاع، محولة قطاع غزة المكتظ بالسكان والمحاصر منذ أكثر من ستة عشر عاماً إلى ركام بعدما استباحته بالأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً، بضوء أخضر أميركي صريح.
وما بين انحياز الرئيس الأميركي جو بايدن المعيب بحق الشعب الأميركي والإنسانية ككل، وما بين تخاذل حكومات العالم الأخرى عما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وحدهم أطفال غزة يواجهون عدوانية وعنصرية جيش الاحتلال الإسرائيلي بأجسادهم الغضة التي نقشت عليها أسماءهم وأسماء عائلاتهم بأيادي آبائهم، كي يتم تصنيفهم بين شهيد تزغرد له أمه وأخته زغرودة الشهيد، أو مفقود لا يمكن الوصول إليه تحت أنقاض المنازل التي دمرها الاحتلال فوق رؤوس ساكنيها.
الطفولة والإنسانية تنتهك اليوم في قطاع غزة جهاراً نهاراً وعلى رؤوس الأشهاد، تحت مقولة الغرب الأثيمة “حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها”، ليس فقط كذلك، بل يشارك الغرب والولايات المتحدة في مقدمتهم بشكل مباشر بهذا الانتهاك وهذا العدوان من خلال السخاء بالدعم العسكري والتسليحي والمالي للكيان الصهيوني، متهمين الفلسطينيين الذين يدافعون عن حقوقهم بصدورهم العارية بالإرهاب، ضاربين بعرض الحائط كل القوانين والشرائع التي تجيز لكل من تحتل أرضه أن يقاوم الاحتلال.
وأمام هذا الوضع المأساوي الذي يعيشه قطاع غزة المحروم من كل وسائل الحياة، منذ أكثر من أسبوعين مع استمرار القصف الصاروخي والمدفعي وبواسطة الطيران، يبقى الأمل الوحيد الذي يضع حداً لهذه العدوانية الصهيونية وللصمت والتعامي الدولي عن الحقوق المشروعة للفلسطينيين، يبقى الأمل معقود على المقاومة التي خلخلت أركان العدو الصهيوني في السابع من هذا الشهر، ملقنة إياه درساً لم يتوقعه أحد على هذه المعمورة، وهي في نهاية المطاف سوف تحقق الانتصار والتحرير بهمة أبطالها، وستنهي وجود الاحتلال من أرض فلسطين العربية الأبية وإلى الأبد.
