الأخبار المتداولة عن ضبابية المشهد المتعلق بمشاركة بعض لاعبي منتخبنا الأول لكرة القدم في مباراة ملحق الدور التمهيدي المؤهل إلى دور المجموعات في بطولة كأس العرب (فيفا قطر 2025) أمام جنوب السودان يوم 25 الشهر الجاري، وكذلك احتمال عدم التحاق عدد كبير من اللاعبين المحترفين في أوروبا بسبب إقامة المباراة خارج أيام الفيفا، جميعها أنباء تضع مسألة التأهل إلى دور المجموعات من البطولة في مهب الريح، وبالتالي قد تضيع فرصة الحصول على مبالغ مالية ضخمة على اعتبار أن المكافآت المالية مقابل المشاركة في البطولة المذكورة كبيرة ومغرية.
في الحقيقة فإن عدم جدية القائمين على المنتخب في التعامل مع الاستحقاق المذكور أمرٌ واضح جداً، على اعتبار أن أحداً من الجهاز الفني والإداري لرجال كرتنا وحتى من المعنيين في اتحاد كرة القدم لم يتطرَّق للحديث عن تحضيرات أو استعدادات خاصة بمواجهة منتخب جنوب السودان، لا بل إن كل التركيز في الأحاديث الصحفية لمدرب المنتخب كان على التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا، وبالتأكيد فإن لهذا التركيز على الاستحقاق القاري مقابل تجاهل الاستحقاق العربي مرَّداً واضحاً ومؤشرات لا تحتمل التأويل، فحواها الثقة بالتأهل إلى النهائيات الآسيوية مع تخوف واضح من مباراة الملحق المؤهل لكأس العرب.
على ذلك فإن عدم وجود أي اهتمام لوجستي وإعلامي بمواجهة جنوب السودان مع تجاهلها بصورة شبه تامة على كل المستويات تضع التأهل إلى نهائيات كأس العرب في مهب الريح، وتؤكد أن القائمين على كرتنا لا يدركون أهمية التأهل أو أنهم يعانون من انعدام الثقة في قدرة المنتخب على تجاوز منافسه.