حديثي عن “طلاب الحجارة” كما رأيت ضحاياها، قضية محورية قد تؤثر بشكل مباشر في حياة الطلاب اليومية، وتثير مشاعر القلق والخوف تجاه بيئة التعليم وما قد يترتب على مثل هذه التصرفات الهمجية والموجعة.
فأطفالنا الذين يتعرضون لهذا النوع من الاعتداءات لا يتأذون جسدياً فقط، بل نفسياً أيضاً.
هذا النوع من العنف يعكس ربما غياب الوعي بالمخاطر التي قد تنجم عن التصرفات المتهورة، وقد يكون رد فعل من بعض الطلاب على ظروف أو صراعات قد يفتقرون إلى القدرة على التعبير عنها بشكل سلمي.
لن أكتفي بعرض الحادثة، بل سأحاول فتح نافذة للحوار حول أسباب هذا العنف وكيفية معالجته.
وأطرح تساؤلات قد تدور في ذهن كل من سمع عن هذه الحالة الغريبة، التي وقعت بين مدرستين في ريف دمشق يفصل بينهما جدار واحد..! فهل تكمن المشكلة في التربية؟ أم في الإدارة المدرسية التي تسمح لطلابها بالاعتداء على أقرانهم بالحجارة؟ أم أن السبب يعود إلى علاقة الطلاب ببعضهم البعض؟ كل هذه الأسئلة تبرز لتستفز القارئ للتفكير في الحلول الممكنة للحد من هذا النوع من العنف داخل المؤسسات التعليمية.
الإعلام، بدوره، يسلط الضوء على هذه المأساة بعد أن أصبح الأمر صعباً على إدارة المدرسة، التي حاولت جهدها لاحتواء الحزن والغضب لدى أهالي ضحايا الحجارة، والذين بدورهم طالبوا بردع الجهة المعتدية، بفرض قانون يضمن عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات الوحشية، خاصة أن معظم الطلاب المتضررين قد تعرضوا لجروح عميقة وندوب وتقطيبات في أجسادهم اليانعة.. فمن يعيد الأمان لهؤلاء الأطفال والثقة إلى الأهالي؟ وهل مقولة “ردّ الحجر من حيث أتى لا يردّ الشّر إلا الشّر” تفيد في صرح تعليمي ابتدائي؟! نحن نتساءل فهل من مجيب؟!..