الشرق الأوسط.. تحديداً في سوريا.. تمر الأيام ثقيلةً على السوريين.. تخلّصوا من الكابوس الكبير ولكن حلم الاستقرار لا يكتمل.. بل كل شيء في حياة السوري لايكتمل.. الاتفاقات.. الوعود الدولية وحتى قرار رفع عقوبات قيصر عن معدة السوريين يحتاج الى تواقيع روتينية ومعقب معاملات سياسية من طراز المبعوثين الدوليين الى سوريا، حيث التصريحات الحماسية التي ترسم مشهداً وردياً للحال السوري دون النظر حتى لتفاصيل الشرق الاوسط الكئيب.
لا خبر على الشاشات الاعلامية العربية والعالمية يسبق الخبر السوري.. ولا تهدأ قاعة الشرف في مطار دمشق من زوارها الدبلوماسيين.. حركة الاقلاع والهبوط الدبلوماسية تفوق حركة الطيران المدني، وربما أعداد المسافرين في سوريا.. كل ذلك ولم يكتمل المشهد السوري أو حتى تنضج الحلول ولايزال السوريون ينتظرون!.
عودة المهجرين من خيم ومخيمات بلها المطر ودموع الامهات، لايزال السوري يترقب عودة تيار الكهرباء من حقول خيراته وحضور الماء مجدداً في بحيرات الشام الأليفة والمعتقة.
لا نزال نترقب رفع ركبة قانون قيصر عن رقبة عيشنا، ونسعى لأن يفهم العالم ما تقوله دمشق في رسائلها السياسية والدبلوماسية والتي كان آخرها في المنامة، إننا نريد استعادة توازننا الداخلي والخارجي والعيش دون حروب ودماء، وبشروط إنسانية بحته دون عداء أو اعتداء على دولة أو سيادة، لكن الغريب أن العالم كله متورط في سياسة التناحرات والتجاذبات السياسية، ولا يوجد دولة وصلت الى توازن سياسي دون عضوية في تحالف أو تكتل ضد تكتل.. هذا هو حال النظام العالمي، لذلك وأكثر أمام الحكومة السورية مهمة صعبة في استعادة التوازن واختيار أرضيته ومعسكره، وأمام السوريين خيار التوحد والتماسك ونبذ أي شرخ طائفي أو حتى سياسي، بهذا فقط تتشتت كل الاحتمالات والخيارات لدى الأصدقاء والأعداء، وتتقلص خرائط التآمر السياسي للحصول على جزء من الكعكة السورية، بهذا فقط نختصر الكثير من الانتظار أمام طبخ الحصى في الشرق الأوسط وطباخوه أيضاً.