الثورة – لجينة سلامة
شارك اتحاد الكتاب العرب بطرطوس بالتعاون مع مكتبة نوبلز الإلكترونية في مناقشة رواية “نهاية كلب أزعر” ظهر اليوم في صالة الاتحاد.
عنونت السيدة لينا حمود، مسؤولة مكتبة نوبلز الإلكترونية، “نهاية كلب أزعر” بعبارة بسيطة: (حين يتحوّل التاريخ إلى حكاية شعبية)، وهي بذلك تختصر أحداث الرواية التي بدأت من ريف حلب وانتهت في معركة النورماندي. فتقول: “صدرت الرواية عام 2007، وفيها يروي الأديب علي ديبة قصة بطل شعبي أرهب الفرنسيين وشارك في الحرب العالمية الثانية، ثم عاد ليكمل حكاية الحب التي بدأت قبل بداية الحرب”. وتضيف: “إن الرواية ليست مجرد سرد تاريخي، بل هي صرخة فلاحين ضد ظلم الإقطاع والانكشاريين، وهي أيضاً نداء داخلي لكل من عاش الظلم ومن قاوم بصمت، ولكل من حمل الحكاية في قلبه دون أن يكتبها”.
وتجد السيدة حمود في الرواية “مرآة للتراث السوري حيث يمتزج الواقع بالأسطورة، والبطولة بالحب، والضحك بالوجع”.
ومن خلال شخصية شاهر، ابن البطل الشعبي خلف حمدان ورفيقه الكلب الأزعر، ترى أن القارئ يعيش رحلة من التكوين إلى التمرد، ومن الحب إلى الحرب، ومن المنفى إلى العودة.
فالرواية تطرح أسئلة الهوية والانتماء، وتكشف هشاشة الإنسان أمام السلطة، لكنها لا تنسى أن تزرع بذور الأمل في أرض (السوارج)، وهي قرية منبت أبطال الرواية. فهي ليست قرية فحسب، بل فكرة حلم بالكرامة وجرح لا يندمل، كما تقول السيدة حمود.
يثير عنوان الرواية الفضول، ويطرح سؤالاً وجودياً: هل انتهى الكلب فعلاً؟ أم انتهى زمن البطولة الصامتة؟ وهل يمكن للرمز أن يُستلب ويُعاد توظيفه ضد من أوجده؟ تساؤلات عديدة يطرحها العنوان الملفت، وطرحها الذين شاركوا في مناقشة الرواية التي تنتمي إلى أدب المقاومة الشعبية، لكنها لا تقع في فخ الشعارات، بل تروي الواقع كما هو، قاس ومتعدد الأوجه، مليء بالخذلان والبطولة.
شخصيات الرواية مرسومة بعمق نفسي واجتماعي، خاصة (أم شاهر) التي تمثل الضمير الحي، والبيك سليمان الذي يجسد الاستبداد المتلون، و(شاهر) الذي يتأرجح بين الحلم والخذلان. أما الكلب الأزعر فليس مجرد رفيق، بل رمز للوفاء والذاكرة الشعبية التي ترافق البطل في كل مراحل التحول. تعتمد الرواية على السرد المتسلسل، تتخلله قفزات زمنية تربط الماضي بالحاضر، وتظهر كيف أن التاريخ يعيد نفسه بأشكال مختلفة.
وكان منذر عيسى، رئيس اتحاد كتاب طرطوس، قد قدّم علي ديبة على أنه “الأديب المختلف جداً، والصحفي المشاغب، والشاعر الشغوف الذي لا ينصاع ولا يخضع لأي ضغوط مهما كانت”.
وأضاف: “صاغ روايته “نهاية كلب أزعر” برمزية موفقة، ألبسها لأبطال عمله هذا الذي لم يلقَ الانتشار الذي يستحقه، ويصلح لأن يُحوّل إلى فيلم سينمائي أو مسلسل درامي”.
أما الأديب علي ديبة فيقول: “إن الرواية تروي تاريخاً بسيطاً غير معقد، يؤسس لحكايات شعبية وجماهيرية، وفي الوقت نفسه هي جزء من تاريخ البلاد. من البعيد البعيد إلى الحديث الحديث، من أيام الإقطاع والأتراك، ننتقل بعدها، ومباشرة، وبعد معالجات عديدة وأحداث صعبة وشيقة، إلى أكثر من حدث، بدءاً من الاستعمار التركي للبلاد، ثم الاحتلال الفرنسي”.
ويضيف: “قد لا تكون روايتي هذه “نهاية كلب أزعر” الأهم في نتاجي الأدبي، فلديّ رواية لم تُنشر بعد بعنوان “أنين الدروب الموحشة”، وأتوقع أن تحقق نجاحاً وانتشاراً ملحوظاً”.
كتب الأديب ديبة عدداً من الروايات، منها: “سيرة القديس”، “الحطب”، “السياسي”، “تلاشي الزرقان”، “قوباز”، “احتجاجات غير رسمية”.
كما كتب أيضاً عدداً من المسرحيات، منها: “لعبة السلطان”، “حدث في العالم الآخر”، “المفتاح المقدس”، “قبضة سوداء”، “حامد الشماميس”، “شيء ما يشبه الضحك”. كما كتب القصة القصيرة، ومن عناوينها: “سفارة جحا”، “ثمن قبلة عزيزة”، “الهزيمة الأولى للعتابا”. وله في أدب الأطفال قصة بعنوان “غجر الشيخ غماس”. أما في الشعر الذي يعشقه، فله قصيدة بعنوان “قطرات من دنان العشق والغسق”.