الثورة – علاء الدين محمد:
انتشرت شبكة الإنترنت في أرجاء المعمورة، بعد حدوث طفرة في عالم الاتصال على جميع المستويات، وربطته بأجزائه المترامية، ما جعله يشبه القرية الصغيرة، حيث أصبحت المجتمعات أكثر انفتاحاً، وبات من السهل التعارف وتبادل الآراء والأفكار والخبرات، فيما أتاحت تلك المواقع لمستخدميها إنشاء مدونات إلكترونية. وإجراء المحادثات، وإرسال الرسائل، ومشاركة الصور، ومقاطع الفيديو والملفات ونشر ملفات المستخدمين، والكتابه حول موضوعات محددة، ومن ثم التعليق عليها وإبداء الآراء فيها.
حول هذا الموضوع قدم الأستاذ محمد النجم محاضرة تحت عنوان (مواقع التواصل الاجتماعي.. التأثيرات والدوافع) في المركز الثقافي العربي بالمزة اليوم، حيث شبه تلك المواقع بالحصان الجامح الذي يحتاج الترويض، إن أحسنت قيادته وصلت إلى بر الأمان، وإن لم تحسن وقعت بين حوافره، ومواقع التواصل الاجتماعي إذا استخدمتها بوعي أخذت منها ما يفيدك في مختلف الجوانب وإذا لم تحسن استخدامها أوصلتك إلى الضياع.
توقف محمد النجم عند تأثيراتها السلبية وأوضح أن سوء الاستخدام يؤدي إلى نوع من أنواع الإدمان، الذي يقود إلى العزلة، والانطوائية، وتعطيهم نوعاً للهروب من المجتمع، فهم يتعاملون مع عالم افتراضي ومع أشخاص غير حقيقيين، إن صح التعبير ولا يستطيع أن يراهم أحد، وهذا ما يسمى بالرومانسية الزائدة.
وفي هذا الخصوص يقول أستاذ علم النفس بجامعة كاليفورنيا “لاري روزين” إن الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي يؤدي إلى تزايد الشعور بالعدوانية، والأنانية والاضطرابات النفسية والكآبة، كما أنها تؤثر على التحصيل الدراسي.
وبين المحاضر أن من أخطر السلبيات غياب الخصوصية حيث يستطيع أي إنسان نشر صور أو معلومات تخص شخصاً آخر دون الرجوع إليه، كما يمكن اختراق الحسابات الشخصية للمستخدم والتجسس عليها، كما يمكن استغلال المنشورات القديمة للأفراد وابتزازهم والتنكيل بهم إعلامياً.
وعن إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي أوضح النجم قائلاً: أتاحت للمستخدم تطوير الذات، وتوسيع المفاهيم وتنمية الإدراك، ومن خلالها يتم اكتساب مهارات التواصل، وفهم طرق التعبير والكتابة، إضافة للتعرف على الآخرين من مختلف العادات والتقاليد والأجناس، وتوسيع الإدراك المعرفي والثقافي.
وعن الأهداف والدوافع ركز على أبرزها وهي بناء علاقات اجتماعية مع الآخرين، وزيادة المخزون الثقافي والمعرفي، إضافة إلى أداء عمل إنساني وقت الأزمات والكوارث،
زيادة الخبرات في تخصص ما، والتسلية من خلال التصفح.