الثورة – ترجمة هبه علي:
قال وزير الدفاع الأسترالي إن نشوب حرب بين الولايات المتحدة والصين بشأن مستقبل تايوان سيكون “خطيرا للغاية” لدرجة أن أستراليا لا يمكن أن تقف “متفرجا سلبيا”.
وقد رد ريتشارد مارلز على الفكرة التي طرحها بعض المعلقين – بما في ذلك رئيس الوزراء العمالي السابق بول كيتنغ – بأن تايوان “ليست مصلحة أسترالية حيوية”.
وفي حديثه خلال زيارة إلى كوريا الجنوبية، قال مارليس إن الهجوم الروسي على أوكرانيا كان “فشلاً في الردع” و”مهمتنا هي ضمان عدم تعرضنا لفشل مماثل في منطقتنا”.
وقال مارليس في خطاب ألقاه أمام حوار سيؤل الدفاعي مساء الأربعاء: “إن الخطر الأكبر الذي نواجهه هو استئناف صراع القوى العظمى في حياتنا.
وأضاف: “أستراليا لا تتخذ موقفا بشأن الوضع النهائي لتايوان بخلاف أنه يجب التوصل إليه سلميا، بما يتوافق مع إرادة الشعوب على جانبي المضيق، وليس من خلال استخدام القوة أو الإكراه”.
“لكن العواقب المترتبة على الصراع بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان خطيرة للغاية لدرجة أننا لا نستطيع أن نقف موقف المتفرج السلبي”.
ولا تعد تعليقات مارليس التزاما مسبقا للقوات الأسترالية بحرب مستقبلية، ولكنها دعوة لأستراليا للعمل مع حلفائها وشركائها لضمان منع مثل هذا الصراع.
وقد اتُهم سلفه كوزير للدفاع، بيتر داتون، بالابتعاد عن سياسة الحزبين طويلة الأمد عندما قال في تشرين الثاني 2021 إنه “سيكون من غير المتصور ألا ندعم الولايات المتحدة في إجراء ما إذا اختارت الولايات المتحدة اتخاذ هذا الإجراء”.
وفي ذلك الوقت، دعا مسؤولو الحكومة الصينية الساسة الأستراليين إلى “الامتناع عن القيام بأي شيء من شأنه أن يدمر علاقتنا”. وأكدت بكين مرارا وتكرارا بأن أستراليا والدول الأخرى يجب ألا تتدخل في “الشؤون الداخلية للصين”.
وقد سعت الحكومة الأسترالية إلى “استقرار” العلاقة مع أكبر شريك تجاري لأستراليا. وقد أدى ذلك إلى إحراز بعض التقدم، بما في ذلك قرار بكين بإلغاء التعريفات الجمركية على الشعير الأسترالي وإطلاق سراح الصحفي الأسترالي المحتجز تشينغ لي .
لكن حزب العمال أبدى تأييده لخطة غواصة أوكوس التي تعمل بالطاقة النووية كجزء من جهود الردع التي تقودها الولايات المتحدة، وهي استراتيجية أثارت انتقادات من كيتنغ، الذي يقول إن أستراليا تعمل على تقليص المجال المتاح لها للتحرك.
وقال مارليس إن القادة “يجب أن يعملوا معا لتجاوز هذه الفترة الجديدة المليئة بالتحديات بفروق دقيقة، وبحكم سياسي يضمن ألا يحكم أي بلد بأن فوائد الصراع قد تفوق العواقب”.
واعترافاً بحدود نفوذ أستراليا كقوة متوسطة، قال مارليس إن الأمر “سيتطلب شبكة من الدول التي تعمل معاً لتشكيل المسار الاستراتيجي لمنطقتنا”.
كما دعا مارليس إلى “نظام إقليمي شامل يستمر فيه التكامل التجاري والاستثماري في التوسع – وليس الانكماش”.
وقال: “لقد أدى القرار الذي اتخذته روسيا بشن حرب في أوروبا إلى القضاء على النظرية القائلة بأن الاعتماد الاقتصادي المتبادل هو ترياق للصراع، ولكننا لا نزال في وضع أفضل بوجوده مقارنة بدونه”
إن تقسيم منطقتنا ليس فقط إلى كتل جيواستراتيجية متنافسة ولكن أيضاً إلى كتل جيواقتصادية سيجعل منطقتنا أكثر فقراً وأكثر عرضة للصراع.”
وبينما وصف مارليس “الفصل” بين الكتل الاقتصادية المتنافسة بأنه “فخ”، قال إنه يتعين على أستراليا تنويع سلاسل التوريد الخاصة بها حتى لا تكون عرضة “للإكراه”.
وقال مارليس إن “الافتراض المتفائل” في نهاية الحرب الباردة بأن المنافسة الأيديولوجية قد انتهت “يبدو الآن أشبه بالتمني”.
“نحن بحاجة إلى مواجهة حقيقة أن حقبة ما بعد الحرب الباردة قد وصلت إلى نهايتها. ويحل محله صراع جديد بين الدول التي تتنافس على تشكيل هياكل العصر الجديد القادم.
المصدر – الغارديان
