الثورة – ترجمة ختام أحمد:
على مدى ثلاثة أسابيع لعب الرئيس جو بايدن دوراً رئيساً في دعم جرائم الحرب الإسرائيلية على عكس ما كان يروج لنفسه على أنه مدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.
إن الازدواجية بالمعايير يكشف مدى الكذب الذي يتبعه بايدن وسياسته تجاه ما يحصل في غزة، فمنذ اليوم الأول خرج بايدن والساسة الامريكيون والغربيون بتصريحات إدانة للفلسطينيين، ولم يقم بإدانة “إسرائيل” التي تقوم بتهجير وتدمير البنى التحتية والقتل الجماعي للمدنيين في غزة .
وكتبت عضوة الكونغرس رشيدة طليب في رسالة بالبريد الإلكتروني: نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار، لكن البيت الأبيض والكونغرس يواصلان دعم أعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” دون قيد أو شرط.
وهذا الدعم غير المشروط يجعل بايدن والأغلبية العظمى من أعضاء الكونغرس متواطئين بشكل مباشر في القتل الجماعي والإبادة الجماعية، التي تُعرف بأنها “القتل المتعمد لعدد كبير من الأشخاص من أمة أو مجموعة عرقية معينة بهدف تدمير تلك الأمة أو المجموعة” وهذا ما ينطبق على “إسرائيل”، فقد ألقت حوالي 12 ألف طن من المتفجرات على غزة حتى الآن، و غالبية الضحايا هم من النساء والأطفال، ولخصت مجلة تايم في نهاية الأسبوع الماضي، لقد دأب الجيش الإسرائيلي على قتل المدنيين بلا رحمة في المنازل والمتاجر والأسواق والمساجد ومخيمات اللاجئين والمدارس ومرافق الرعاية الصحية، تخيل ما يمكن توقعه الآن بعد أن أصبحت الاتصالات بين غزة والعالم الخارجي أقل إمكانية، هذا ما يقلل من عمل الصحفيين الذي يعتبر تواجدهم على الأرض في غزة أمرا خطيرا للغاية بالنسبة لإسرائيل، وقد أدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل ما لا يقل عن 27 صحفياً، فبالنسبة للحكومة الإسرائيلية كلما قل عدد الصحفيين الذين يعيشون في غزة كلما كان ذلك أفضل.
وقد سلطت بعض التقارير الاستثنائية الضوء على القسوة الوحشية التي تمارسها “إسرائيل” في أعمالها في غزة، حيث يعيش 2.2 مليون شخص.
على سبيل المثال، في 28 /تشرين الأول، قدم برنامج “PBS News Weekend” فحصاً للواقع الإنساني عندما بدأت “إسرائيل” هجوماً برياً بينما كثفت قصفها لغزة، وذكرت المراسلة ليلى مولانا ألين أنه “مع تكثيف العمليات البرية الإسرائيلية هناك، انقطعت فجأة إشارة الهاتف والإنترنت” . “وهكذا، فإن الناس في غزة، لا صوت لهم طوال الليل حيث كانوا تحت هذا القصف المكثف. لم يتمكن الناس من استدعاء سيارات الإسعاف، وسمعنا هذا الصباح أن سائقي سيارات الإسعاف كانوا يقفون في نقاط عالية طوال الوقت، محاولين معرفة مكان الانفجارات، حتى يتمكنوا من التوجه مباشرة إلى هناك. الأشخاص غير القادرين على التواصل مع عائلاتهم لمعرفة ما إذا كانوا بخير، يقول الناس هذا الصباح: “لقد كنا نخرج الأطفال من تحت الأنقاض بأيدينا العارية لأننا لا نستطيع طلب المساعدة”.
وأضافت مولانا ألين أنه في حين أن الناس في غزة “يتعرضون لأشد أنواع القصف كثافة التي شهدناها على الإطلاق”، إلا أنه ليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه: “على الرغم من أنه لا يزال يُطلب منهم الانتقال إلى الجنوب، في الواقع معظم الناس لا يستطيعون الوصول إلى الجنوب لأنه ليس لديهم وقود لسياراتهم، ولا يمكنهم السفر، وحتى في الجنوب يستمر القصف”.
وفي الوقت نفسه واصل بايدن التعبير علناً عن دعمه المطلق لما تفعله “إسرائيل”.
فبينما تقتل “إسرائيل” أعداداً كبيرة من المدنيين الفلسطينيين كل يوم ـ ومن الواضح أنها تنوي قتل عدة آلاف آخرين ـ نستطيع أن نرى الأقنعة “التقدمية” تتساقط من بين أيدي العديد من أعضاء الكونغرس الذين ما زالوا مجمدين بجنون في الانصياع السياسي.
المصدر – أنتي وور
