“موندياليزاسيون”: حرب غزة لن تُبقي نتنياهو في السلطة

الثورة – ترجمة محمود اللحام:
يبدو أن بنيامين نتنياهو ليس في موقع ثقة داخل الحكومة الإسرائيلية، وإضافة إلى الضغوط السياسية التي يتعرض لها رئيس الوزراء محلياً ودولياً، يبدو أنه حتى حلفاؤه الآن يوضحون أن استقراره السياسي قد انتهى وأنه لا يوجد أمل في مستقبل مستدام لحكومته.
وفي تصريح أدلى به مؤخراً خلال لقاء مع مستشاريه في البيت الأبيض، كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه يعتقد أن أيام شريكه الإسرائيلي أصبحت معدودة. وهو يشكك في قدرة نتنياهو على التغلب على آثار الأزمة السياسية والأمنية الإسرائيلية الخطيرة، مهما كانت نتيجة الصراع.
في الواقع، يبدو أن بقاء نتنياهو السياسي كان موضوعاً متكرراً في البيت الأبيض منذ رحلة بايدن الأخيرة إلى تل أبيب. ويقال إن الرئيس الأمريكي طلب من نتنياهو أن يفكر بجدية في “الدروس المستفادة” من الأحداث الأخيرة من أجل نقلها إلى خليفة محتمل – وهو ما يعني القول بأن الزعيم الإسرائيلي ليس لديه أي فرصة للبقاء في السلطة لفترة طويلة.
ومن السهل أن نفهم أسباب هذا التشاؤم السياسي تجاه نتنياهو. ومع تعمق الأزمة السياسية في كيان “إسرائيل”، أصبح نتنياهو هدفاً للانتقادات بشكل متزايد. وفي أي من السيناريوهات المحتملة للصراع، لا يبدو الزعيم الإسرائيلي محصناً ضد غضب المعارضة. وإذا قام بتصعيد الهجمات، فسيتم اتهامه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وإذا قلل من الكثافة العسكرية فسوف يُتهم بالإهمال. وحتى لو نجح في هزيمة المقاومة الفلسطينية وحقق أهدافه بأكبر قدر ممكن من الفعالية، فإنه سيظل يتعرض للانتقاد لفشله في منع أحداث السابع من تشرين الأول، التي كانت مناسبة تاريخية محبطة بالنسبة لإسرائيل.
وتعليقا على هذا الموضوع، قالت هاجر الشمالي، المسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي ووزارة الخزانة الأميركية، لوسائل الإعلام:”حتى أفضل السيناريوهات بالنسبة لإسرائيل في هذه الحرب لن يُبقي على الأرجح نتنياهو في السلطة لأن رعب الهجوم الذي وقع في 7 تشرين الأول سيظل قائماً، ولأن العديد من الإسرائيليين يعزون بالفعل المشكلة الأمنية بشكل مباشر إلى سياسات نتنياهو.
على العكس من ذلك، حتى لو طال أمد الحرب أو إذا فتحت جبهات أخرى، ما زلت أعتقد أن نتنياهو في طريقه للخروج لأن الإسرائيليين يتساءلون علناً بالفعل عما إذا كان هو الشخص المناسب حقاً، ليس فقط للفوز في هذه المعركة المحددة ضد الفلسطينيين، ولكن أيضاً الحرب الأوسع من أجل إسرائيل آمنة”.
ويبدو وضع نتنياهو أكثر تعقيداً عندما ننظر إلى الخلافات العديدة القائمة بينه وبين مسؤولي استخباراته وعسكرييه. ومؤخراً، نشر نتنياهو رسالة مثيرة للجدل مفادها أنه لا يتحمل أي مسؤولية في هذا الشأن.
ويبدو واضحاً أن نتنياهو يخلق عداوات أكثر من التحالفات في الوضع الحالي. ولن يتغير ذلك في أي وقت قريب، حيث يميل الصراع إلى التصعيد بشكل كبير. ومع الخسائر التي تكبدها الجيش الإسرائيلي خلال غاراته البرية محدودة النطاق في قطاع غزة واحتمال التدخل المباشر من قبل حزب الله وغيره من جماعات محور المقاومة، فإن الضغط على نتنياهو سيزداد حدة، وسينظر إليه من قبل الإسرائيليين على أنه زعيم ضعيف، غير قادر على ضمان الأمن القومي.
وفي الوقت نفسه، يجب أن نتذكر أن بايدن ونتنياهو لم يكونا صديقين على الإطلاق. فالرئيس الأمريكي الحالي، على الرغم من كونه مؤيداً لإسرائيل، إلا أنه ينحاز إلى جناح آخر من الصهيونية السياسية. في حين أن نتنياهو أقرب إلى الجمهوريين الأمريكيين، خاصة بعد أن كان رئيساً للولايات المتحدة، حليفه ترامب. ومن الواضح أنه في أوقات الحرب يتم تجاهل هذه الاختلافات، ولهذا السبب يدعم بايدن كيان إسرائيل دون قيد أو شرط. ومع ذلك، فمن المتوقع تماماً أن تتعاون الحكومة الديمقراطية الأميركية مع معارضة نتنياهو لاستبداله في أسرع وقت ممكن. وكما هي الحال دائماً قبل الأحداث المهمة مثل استبدال رئيس الدولة، فإن الرأي العام يكون مستعداً مسبقاً. هدف وسائل الإعلام الغربية من الكشف عن محادثات البيت الأبيض حول نتنياهو هو إظهار أن التغيير على وشك الحدوث في أي لحظة. ومن الممكن بالتالي تقديم رد إيجابي على معارضي نتنياهو، وفي الوقت نفسه إعداد بديل آخر عنه.
المصدر – موندياليزاسيون

آخر الأخبار
غرفة  صناعة حلب تفتح باب الانتساب لعضوية اللجان  وتعزز جهود دعم الصناعة عصام الغريواتي: زيارة الوفد السوري إلى تركيا تعزز العلاقات الاقتصادية والتجارية مباحثات سورية–إماراتية لإحياء مشروع مترو دمشق الاستراتيجي أحكام عرفية بالرقة واعتقالات في ظل سيطرة «قسد»...والإعلام مغيّب تحقيق رقابي يكشف فضيحة هدر بـ46 مليون متر مكعب في ريف حمص بعد توقف دام 7 أشهر..استئناف العمل في مشتل سلحب الحراجي "الأشغال العامة" تعرض فروع شركتي الطرق والجسور والبناء للاستثمار من وادي السيليكون إلى دمشق.. SYNC’25 II يفتح أبواب 25 ألف فرصة عمل خفايا فساد وهدر لوزير سابق .. حرمان المواطنين من 150 ألف متر مكعب من الغاز يومياً الكلاب الشاردة مصدر خوف وقلق...  116 حالة راجعت قسم داء الكلَب بمشفى درعا الوطني   تعزيز التواصل الإعلامي أثناء الأزمات الصحية ومكافحة المعلومات المضللة غلاء الإيجارات يُرهق الباحثين عن مسكن في إدلب ومناشدة لإجراءات حكومية رادعة غزة بين القصف والمجاعة و"مصائد الموت" حصرية السلاح بيد الدولة ضرورة وطنية ومطلب شعبي أكبر بساط يدوي من صنع حرفيّ ستينيّ الادعاء العام الألماني يوجّه اتهامات لخمسة أشخاص بارتكاب جرائم حرب في مخيم اليرموك زيارة رسمية لوزير الداخلية إلى تركيا لتعزيز التعاون الأمني وتنظيم شؤون السوريين تراشق التصريحات بين واشنطن وموسكو هل يقود العالم إلى مواجهة نووية؟ من البراميل والطائرات إلى السطور والكلمات... المعركة مستمرة تعددت الأسباب وحوادث السير في ازدياد.. غياب الحلول يفاقم واقع الحال