الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
تضيف خيبة الأمل والغضب المتزايدة بشأن دعم إدارة بايدن الأحادي الجانب لإسرائيل المزيد من عدم اليقين في الانتخابات الأمريكية لعام 2024، مع تراجع دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن وسط الأمريكيين العرب إلى أدنى مستوياته على الإطلاق.
وقال محللون إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أدى إلى تسريع الانقسام في الولايات المتحدة، كما سلط الضوء على استراتيجيتها المتعثرة والمتدهورة ومصداقيتها في المنطقة.
وأظهرت سلسلة من استطلاعات الرأي التي أجرتها صحيفة نيويورك تايمز ونشرت يوم الأحد الماضي أن بايدن يتخلف عن الرئيس السابق دونالد ترامب في خمس من الولايات الست الحاسمة بين الناخبين المسجلين.
علاوة على ذلك، أصدر المعهد العربي الأمريكي للأبحاث في الأيام الأخيرة، دراسة تظهر انخفاضاً مذهلاً بنسبة 42% في الدعم بين المجتمعات العربية الأمريكية منذ عام 2020. كما قال المشاركون بأغلبية ساحقة إن لديهم موقفاً سلبياً تجاه بايدن، حيث انخفضت نسبة تأييده إلى 29%، بحسب تقارير إعلامية.
وعلى الرغم من أن الأميركيين العرب وغيرهم من المسلمين يشكلون جزءاً صغيراً من الناخبين في الولايات المتحدة، فإن عددهم آخذ في النمو، ويمكن لهؤلاء الناخبين أن يشكلوا كتلة تصويت حاسمة في الانتخابات الضيقة، لاسيما في عدد قليل من الولايات المتأرجحة، على سبيل المثال، أريزونا حيث فاز بايدن.
وقال دياو دامينغ، الأستاذ المساعد في جامعة رنمين الصينية في بكين، لصحيفة غلوبال تايمز، إن الحزب كان مرشحا للفوز بالولاية في عام 2020.
إذا اتخذ المزيد من المسلمين في الولايات المتأرجحة الحاسمة قرار التصويت ضد بايدن، فإن نتيجة انتخابات 2024 لن تكون كما يريد بايدن. ومع ذلك، قال دياو إنه نظراً لأن الانتخابات لاتزال بعيدة، وأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قد لا يستمر لفترة طويلة، فإنه لايزال من غير الواضح مدى تأثير الحرب على نتائج الانتخابات.
وقال يوان تشنغ، نائب المدير والزميل البارز في معهد الدراسات الأمريكية في جامعة هارفارد، إن غالبية الأمريكيين المسلمين، غير الراضين عن دعم إدارة بايدن لإسرائيل، قد يقررون عدم التصويت لأي من المرشحين بسبب دعم ترامب القوي لإسرائيل.
وأشار يوان أيضاً إلى أن كيفية تأثير الحرب الفلسطينية الإسرائيلية على الانتخابات الرئاسية الأمريكية لاتزال غير واضحة نظراُ للتأثير الكبير للجماعات الصهيونية في السياسة والمالية والقطاعات الأخرى في الولايات المتحدة. ولكن هناك أمر واحد مؤكد: وهو أن الانقسام في المجتمع الأميركي يزداد عمقاً، الأمر الذي يشكل تحدياً أعظم للحكم في المستقبل.
على الرغم من أن إدارة بايدن غيرت لهجتها بمهارة من تقديم الدعم القوي لإسرائيل إلى الحث على حماية المدنيين، إلا أن الانتقادات الموجهة إلى بايدن لرفضه الدعوة إلى وقف إطلاق النار تزايدت. وفي 4 تشرين الثاني الجاري، خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين إلى الشوارع في جميع أنحاء الولايات المتحدة واتهموا بايدن بالمساعدة في “الإبادة الجماعية” ضد الفلسطينيين.
الولايات المتحدة تخسر في المنطقة، وبينما يوجد إجماع بين الحزبين على دعم “إسرائيل”، أشار دياو إلى أن هناك خلافات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري تجاه البلاد. وإدارة نتنياهو لن تخضع للولايات المتحدة لأنها تدرك هذا الانقسام وتستخدمه لكسب النفوذ في التعامل مع الولايات المتحدة.
وأشار المحللون إلى أن مأزق إدارة بايدن في الحرب الفلسطينية الإسرائيلية سلط الضوء على فشل الولايات المتحدة في استراتيجيتها في الشرق الأوسط، ومع تفاقم الأزمة الإنسانية أمام أعين المجتمع الدولي، فإن مصداقية الولايات المتحدة وكذلك القيم التي تروج لها أصبحت ضعيفة مما يقودها إلى المزيد من الانهيار.
المصدر- غلوبال تايمز
