هي غزة تعري إنسانية النفاق والدجل، وتفضح حماة الديمقراطية المزعومين، فها هو العدوان الاسرائيلي يدخل شهره الثاني، ومع ذلك لم نسمع من غوتيريش إلا صوتاً خجولاً، هو أقرب للهمس، بأن ما يشهده أهالي غزة أزمة إنسانية، وبأنه يشعر بقلق بالغ إزاء الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي الإنساني.
وبلغة الأرقام فإن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب ١٠٥٠ مجزرة بحق الفلسطينيين، وقصف القطاع بأكثر من ٣٠ ألف طن من المتفجرات وخلف أكثر من ١٣ ألف شهيد ومفقود، وهناك جريح في كل دقيقة و١٥ شهيداً في كل ساعة، ودمر ٣٢سيارة إسعاف، وأخرج ١٦ مستشفى، و٣٢ مركزاً صحياً عن الخدمة، ونسف ٤٠ ألف وحدة سكنية بالكامل، حتى المقدسات لم تسلم من إرهابه، حيث تضرر ١٩٢ مسجداً، منها ٥٦ مسجداً دمرها بصورة كاملة، عدا عن استهدافه ٣ كنائس.
ورغم ما تكشفه لغة الأرقام من هول الإجرام والوحشية الإسرائيلية التي شهدها أهالي القطاع بقنابل الاحتلال وصواريخه الفوسفورية، إلا أننا لا نزال نرى المجتمع الدولي يقف عاجزاً، مشلولاً، لا حول له ولا قوة، لتتحول كل قوانينه، ودساتيره إلى مجرد حبر على ورق، فلا هي قادرة على وقف جرائم الإبادة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في القطاع، ولا هي تجرؤ حتى على القول للعدو الإسرائيلي كفى إجراماً وإرهاباً ودموية.
في غزة سقطت كل الأقنعة وبددت كل الشعارات..
غزة لا تحتاج إلى قلق أحد أو تعاطفه المزيف مع قضيتها.. وكما حطمت مقاومتها البطلة أوهام المحتل الإسرائيلي وجعلته وقبته الحديدية ومستوطنيه وجنوده في حالة هلع هستيري لتدوي صفارات الإنذار عموم المستوطنات وعلى مدار الساعة فهي ستبقى أي غزة صامدة حتى تحرير فلسطين المحتلة من براثن المحتل الإسرائيلي.