كل موسم نبدأ من النقطة ذاتها، أزمة مالية خانقة، ووعود متكررة، وصفقات لامعة تخفي خلفها واقعاً هشاً.
أنديتنا التي تشكو ضيق الحال، تبرم تعاقدات مع محترفين أجانب وكأنها تعيش في بحبوحة مالية! 25 محترفاً وقعوا هذا الموسم مع فرق الدوري الممتاز، رغم أن معظم هذه الأندية لا تملك استثمارات حقيقية، وبعضها بالكاد يستطيع دفع رواتب لاعبيه المحليين.
أما السؤال الذي يفرض نفسه: من أين يأتي المال؟
من الواضح أن التمويل لا يقوم على موارد ثابتة أو مشاريع اقتصادية، بل على تبرعات فردية، ودعم مزاجي مؤقت، لا يصنع استقراراً ولا مستقبلاً.
المشكلة أعمق من المال، إنها عقلية إدارة ما زالت تفكر بعقل “الموسم الواحد” وتركز على الفريق الأول فقط، متجاهلة الفئات العمرية التي تمثل المستقبل الحقيقي لأي نادٍ.
ومع ذلك، هناك بادرة تستحق التوقف عندها هذا العام، بعدما شاهدنا عدداً من الأندية ترفع لاعبين شباباً إلى صفوف الفريق الأول، خطوة قد تكون بداية لنهج مختلف إن وجدت الإرادة للاستمرار.
لكن ما يثير القلق أن هذه التحركات تجري وسط فراغ إداري واضح يسبق انتخابات اتحاد الكرة المقبلة، حيث تغيب الرؤية، وتكثر الاجتهادات، وتتحول الصفقات إلى مظهر احترافي في دوري ما زال يدار بعقلية الهواة.
في النهاية، لا يمكن لكرة القدم السورية أن تتطور طالما المال بلا شفافية، والإدارة بلا تخطيط، والاحتراف مجرد عنوان بلا مضمون.
نعم، هو “دوري على المكشوف”مكشوف في أزماته، في تناقضاته، وفي عجزه عن إخفاء الحقيقة التي يعرفها الجميع، أننا نصرف أكثر مما نملك، ونتحدث عن الاحتراف ونحن أبعد ما نكون عنه.