حملة لرفع الأنقاض في تادف شرق حلب

الثورة – جهاد اصطيف:

بين الركام الذي كان يوماً أبنية وأسواقاً نابضة، وبين الجدران التي تحمل آثار 12 عاماً من الحرب، تعود مدينة تادف الواقعة جنوب شرق حلب لتكتب فصلاً جديداً من فصول الصمود.

جرافات بسيطة، وعمال بلدية بأدواتهم المتواضعة، ينشطون منذ أيام في حملة واسعة لإزالة الأنقاض وفتح الشوارع الرئيسية والفرعية تمهيداً لعودة الحياة الطبيعية إلى المدينة المنهكة.

ورغم أن المشهد لا يزال يحمل ملامح الدمار الكبير، إلا أن إرادة الإعمار أقوى من الركام، وفق ما يؤكد القائمون على الحملة وسكان المنطقة.

بداية الطريق إلى الحياة

يوضح رئيس مجلس بلدية تادف عمر العمر، في تصريح إعلامي أن الحملة مستمرة منذ أيام، وتهدف إلى إزالة الأنقاض وفتح الشوارع الرئيسية والفرعية، بما يسهم في إعادة الحركة التجارية وعودة الأهالي إلى منازلهم.

ويضيف العمر: إن العمل يتم رغم ضعف الإمكانيات وقلة الآليات، إلا أن فرق البلدية تعمل بكامل طاقتها لإزالة السواتر الترابية التي خلّفتها سنوات الحرب الطويلة، مشيراً إلى أن تادف كانت على مدى 12 عاماً من خطوط الجبهة الأولى، ونسبة الدمار فيها تتراوح بين 60 و 70 بالمئة.

ويصف رئيس البلدية الوضع الميداني بقوله: كل شارع يفتح اليوم، يعني تنفساً جديداً للمدينة، وعودة بيت أو متجر إلى الحياة.

عودة تدريجية للسكان

في جولة ميدانية داخل أحياء المدينة، يمكن ملاحظة حركة خفيفة للمدنيين، حيث بدأ بعض الأهالي بالعودة لترميم منازلهم، رغم محدودية الخدمات.
يقول “محمد.ع” أحد العائدين إلى تادف بعد غياب سنوات: عدت لأرى بيتي المهدم جزئياً، أهم شيء الآن أن الشوارع تفتح، لأننا لم نكن نستطيع الوصول إلى منازلنا سابقاً.

نأمل أن تستمر الحملة ويبدأ بعدها ترميم البنى التحتية، ليعود الناس و التجار لفتح محالهم بعد أن أزالت الجرافات الأنقاض أمامها.
ويرى الأهالي أن الخطوة تبعث الأمل بعودة المدينة إلى الخريطة الاقتصادية، وخصوصاً مع قرب إعادة تشغيل بعض المراكز الخدمية والمدارس.

من تحت الركام

رغم الدمار الذي طال نحو ثلثي مبانيها، تبدو تادف اليوم نموذجاً صغيراً لإرادة الحياة السورية.

فما يجري ليس مجرد حملة خدمية محدودة، بل بداية مسار طويل نحو إعادة الإعمار وإحياء الروح في مدينة عانت ويلات الحرب.
ومع استمرار الجهود البلدية وازدياد الدعم اللوجستي، يأمل المواطنون أن تتحول الحملة من إزالة أنقاض إلى مشروع تنموي شامل، يعيد نبض المدينة التجاري والاجتماعي.

فمدينة تادف تنهض من جديد، وعودتها إلى الحياة ليست بعيدة، ما دام أبناؤها متمسكين بها، يختم العمر حديثه بتفاؤل، فيما تستمر الجرافات بعملها في سباق مع الوقت لاستعادة ملامح المدينة التي تتحدى الخراب.

آخر الأخبار
"المباقر": خطة لإدخال قطعان جديدة من البكاكير تعزيز الوعي الغذائي في المدارس موسم قطاف الزيتون.. ذاكرة الأرض ونبض العطاء الإطار الثلاثي"السوري الأميركي التركي".. وضع إسرائيل في خانة "اليك" أسعار المشتقات النفطية تحت "رحمة الدولار" تأهيل محطة مياه الطريف بريف دير الزور بين ضعف الخدمات وتحدي الوعي البيئي.. دمشق تحلم بوجه نظيف انعكاسات منتظرة بعد تخفيض أسعار المحروقات خطة إعلامية توعوية بحلب لترسيخ السلوك البيئي الإيجابي حملة لرفع الأنقاض في تادف شرق حلب بلا فرامل دوري على المكشوف سعر الصرف والسوق المفتوحة.. بين المشكلة والحل الأمبيرات في حلب.. قرار رسمي لا يُنفذ ومعاناة لا تنطفئ من جديد.. أزمة المواصلات تتصدر المشهد في حلب استكمال تأهيل الثانوية المهنية الصناعية الخامسة بحلب قلوب مخترقة.. عندما يغازل الذكاء الاصطناعي مشاعرنا أمان وصحة المراهقين.. كيف نحافظ عليهما؟ الانضمام للحرب ضد "داعش" والشبكات الإرهابية.. سوريا ضمن أكبر تحالفين دولي وإقليمي المبادرات التطوعية.. خدمة إضافية لبناء المجتمع