الثورة – ماجدة إبراهيم:

يأتي موسم قطاف الزيتون كعيد يعكس ارتباط الإنسان بالأرض، حيث تلتقي الأيادي المتعبة بالرجاء لتجني ثمار عام من العناية والصبر منتظرة وحالمة بموسم عله يكون جيداً.
المزارع التسعيني عيسى أحمد الذي أمضى عمره بين أشجار الزيتون في حمص، يروي أن هذا العام شهد محصولاً جيداً في أرضه، مؤكداً أن لكل شجرة خصوصية في عطائها، فبعض الأشجار تنتج كل ثلاثة كيلو زيتون كيلو زيت وبعضها أربعة كيلو زيتون تنتج كيلو زيت، ليس مجرد محصول بل حكاية لكل غصن.
ويحكي الشاب عمار العلي العامل لسنوات في قطاف الزيتون: إن العمل شاق وخصوصاً تحت أشعة الشمس ولساعات طويلة من النهار وأحياناً نقوم بإنشاد الاغاني الفلكلورية والأهازيج الشعبية التي تزيد من حماس العاملين وتخفف عنا التعب ليتحول التعب الى مسرح فرح ممتزج برائحة الزيتون الطازج.
واقع الإنتاج من الزيتون
أكد الخبير الزراعي الدكتور محمد بطحة أن زراعة الزيتون من المصادر الاقتصادية المهمة في سوريا حيث تدر أرباحاً كبيرة على المستثمرين، ولها دور كبير في النمو حيث تساهم بشكل كبير في توفير فرص العمل ورفد الاقتصاد المحلي.
كما اعتبر الدكتور بطحة زراعة الزيتون من الأنشطة ذات العوائد العالية، وتعد شجرة الزيتون مورداً طبيعياً لجزء من الأراضي في المناطق الجافة وشبه الجافة ويعمل في مجال زراعة وإنتاج الزيتون وتصنيعه آلاف العائلات، إضافة إلى الإسهام في التصدير حيث بلغ إنتاج سوريا من الزيتون نحو مليون طن عام 2011، وامتدت المساحة المزروعة لتتجاوز 684 ألف هكتار، لكن هذه المساحات شهدت تراجعاً هذا العام إلى 674 ألف هكتار، بينما انخفض الإنتاج إلى 412 ألف طن، مقارنة بـ 740 ألف طن العام الماضي.
وأضاف: يعود هذا التراجع إلى عوامل بيئية منها الشح في الأمطار، فضلاً عن الحرائق والآفات التي أضرت بالكثير من الحقول والتحطيب والقلع التي تم استخدامها في التدفئة، وهناك عدد كبير من أصناف الزيتون تتعرض لظاهرة المعاومة وبالتالي تذبذب الإنتاج وتفاوته وأحياناً انعدام الخدمات الزراعية وتقنيات الزراعة الحديثة التي تحتاجها الشجرة.
الطابع الاجتماعي والرمزي
موسم الزيتون ليس مجرد جني ثمار، بل هو مناسبة اجتماعية تعزز قيم التعاون والتواصل بين أفراد المجتمع.
في ساحات القرى، تتلاقى الأجيال وتتجدد الروابط الإنسانية، وتزداد قوة المجتمع وتضامنه.
ورغم تقدم التقنيات الحديثة، يظل العديد من المزارعين متمسكين بالطرق التقليدية في القطاف، وفاء لروح الأجداد، ما يجعل الموسم جزءاً من الهوية الجماعية، ويؤكد أن الزيتون سيبقى رمزاً للثبات والعطاء.