الثورة – آنا عزيز الخضر:
يكتسب المنجز الثقافي أهميته عندما يقدم إجابات دقيقة على متطلبات الواقع، خصوصاً أن هذا الواقع يحمل ظروفاً ومؤثرات ليس للإنسان قدرة على مواجهتها، مما ينعكس خللاً وعدم توازن.

وأكثر ما يترجم هذه المشهدية هو الواقع الاجتماعي في ضوء المتغيرات والتطورات المتسارعة، وظروفنا نحن السوريين بشكل خاص.
هنا يأتي دور المثقف لتجاوز هذا الخلل ما أمكن، وذلك من خلال نشر الوعي والثقافة بكل الوسائل، وليس هناك أهم من الكتاب في نشر الثقافة والمعرفة.
ومن هذا المنطلق، يأتي في الصدارة كتاب “الأسس العلمية للتربية: صحياً، نفسياً وسلوكياً” للدكتور أحمد سخطية.
حول الكتاب وأهميته، وفكرة الكتاب وأبوابه المختلفة، ومضامينه، وأسلوبه الأدبي، حدثنا الدكتور قائلاً: إن أهم وأصعب التحديات التي تواجهنا في هذه المرحلة هي إعادة بناء الإنسان السوري فكرياً، نفسياً وسلوكياً.
الطريق إلى ذلك طويل، والبداية تكون بالتربية السليمة القائمة على أسس علمية، وهي مسؤولية مشتركة بين الأهل والمجتمع والدولة.
وقد ازدادت أهمية التربية وصعوبتها في العقدين الأخيرين بسبب التأثير السلبي للشاشات وأجهزة الموبايل ووسائل التواصل الاجتماعي، وتدخلها الخطير في عملية التربية.
كما أن القمع الوحشي للثورة السورية وما خلفه من آثار نفسية وصحية واجتماعية مدمرة كان له دور كبير في تفاقم الوضع.
فقد قُتل وهُجر ملايين الأشخاص، وازداد عدد الأيتام بشكل كبير جداً، وارتفعت معدلات الطلاق، وحُرم معظم الأطفال من التعليم، وتعرضوا للأمراض وسوء التغذية والاضطرابات النفسية والسلوكية.
ونظراً لكوني طبيب أطفال، وباحث وكاتب في الفكر والتاريخ الإسلامي، فقد شعرت أنه من واجبي المساهمة في مهمة إنقاذ أبنائنا.
فكرست وقتي لتأليف كتاب “الأسس العلمية للتربية: صحياً ونفسياً وسلوكياً”.
والكتاب موجه للأهل والمربين والمعلمين وللمراهقين أنفسهم، وهو يقدم لهم أهم القواعد التي تساعدهم في تنشئة جيل متعلم وسليم صحياً ونفسياً وسلوكياً.
عن الأسلوب الأدبي، تابع الدكتور حديثه قائلاً: كتبت الكتاب بأسلوب مبسط ولغة سهلة واضحة، مع تجنب ذكر المصطلحات الطبية رغم أن الكتاب يتناول مواضيع طبية ونظريات تربوية.
وأهم ما يميز هذا الكتاب، ويجعله إضافة جديدة إلى المكتبة العربية، هو أنه يجمع بين أحدث ما توصلت إليه العلوم الطبية والاجتماعية والنفسية مع تعاليم ديننا الحنيف.
وهو يتولى تقديم النصح والإرشاد للأهل منذ بداية الحمل وحتى نهاية سن المراهقة، والطفل، بحسب تعريف الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، هو كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، ما لم يبلغ سن الرشد بموجب القانون المطبق عليه.
كتاب “الأسس العلمية للتربية صحياً، نفسياً وسلوكياً” صادر عن مكتبة الأسرة العربية.