الثورة – إخلاص علي:
تتسابق شركات صناعة السيارات للانتقال من شركات منتجة للسيارات التقليدية العاملة على النفط إلى شركات منتجة للسيارات الكهربائية النظيفة تحت عناوين بيئية تهدف لخفض انبعاث الكربون، واقتصادية لخفض استهلاك النفط الذي قدّرت دراسة أجراها مركز سياسات الطاقة العالمية في جامعة كولومبيا الأمريكية خلاصتها أن استهلاك سيارات الركاب من النفط في العالم يصل إلى 25% من الطلب الكلي على النفط، مع الإشارة إلى أن قطاع المواصلات في العالم يستحوذ على قرابة 60% من استهلاك النفط العالمي السنوي وهو يضم بالإضافة إلى السيارات الباصات والشاحنات و الطائرات والسفن.
المنافسة على إنتاج السيارات الكهربائية النظيفة وقفت خلفها الدول المنتجة ولاسيما الصين ودول الاتحاد الأوروبي و الولايات الأمريكية، حيث تم سن تشريعات بحوافز عالية تشجع على إنتاج السيارات الكهربائية النظيفة، كما اشترطت رفع نسبة إنتاج السيارات الكهربائية مقابل التقليدية للوصول إلى إنتاج كامل للسيارات الكهربائية ومنع بيع وإنتاج السيارات التقليدية.
أما الدول المستوردة للسيارات فقد سارت بنفس الاتجاه وبدأت السيارات الكهربائية تغزو أسواقها وتتصدر مبيعاتها ولاسيما في الدول النفطية كدول الخليج حيث تكشف أرقام التخليص الجمركي لدى عدد من الدول ارتفاع عدد السيارات الكهربائية بشكل كبير وبنسب زادت لدى بعض الدول عن 30 % على أساس سنوي، وشجّع على ذلك طبعاً عدة عوامل منها اقتصادي ومنها تشريعي حيث تتمتع هذه السيارات بإعفاءات تامة من الرسوم والضرائب.* ٣٥٠ مليون سيارة كهربائية بحلول ٢٠٤٠..
تراجع الطلب على السيارات التقليدية رافقه انخفاض على النفط ومن المتوقع أن يستمر انخفاض الطلب على وقود السيارات ليصل إلى أرقام كبيرة تزيد على 20 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2040 وفقاً لمؤسسة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس، وهناك توقعات بأن تنهي السيارات الكهربائية نصف الحاجة إلى النفط، وهذه التوقعات تُثير مخاوف الدول المنتجة للنفط وتدفع بالاستثمارات في قطاع تكرير النفط إلى حالة من الحذر والتريث وهو ما قد يُبقي على مشكلة التكرير قائمة ويتحكم بأسعار المشتقات النفطية منفصلة عن أسعار النفط.
مع زيادة أعداد السيارات الكهربائية وانتشارها يحتدم الصراع على الإنتاج ودخول الأسواق بين الصين والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية اعتماداً على خفض تكاليف السيارات بأفضل تقنيات، وتشير التوقعات أنه سيبلغ عدد السيارات الكهربائية مابين 40-70 مليون سيارة بحلول 2025 وصولاً إلى 530 مليون سيارة 2040.
