د. مازن سليم خضور
منذ بداية “الطوفان” في السابع من تشرين الأول إنجازات المقاومة في تصاعد مستمر في كل المجالات ومنها الجانب الإعلامي حيث أصبحت بعض الصور والكلمات ممنوعة من التداول في العالم الأزرق – أصحاب الحرية المزعومة – كونها في نظرهم تدعو إلى العنف والقتل والكراهية، وهي في الحقيقة عكس ذلك تماماً وتدل على قوة الحق والانتصار الذي بدأ مع صور اجتياز المقاومة لأسوار أكبر سجن بشري في التاريخ الذي يضم أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في غزة.
المقاومة الفلسطينية نجحت منذ اللحظات الأولى في حرب الصورة التي أظهرت قوتها وجهوزيتها في اختراق تحصينات العدو الإسرائيلي وأظهرت حالة الضعف والهروب لقوات الاحتلال أمام ضربات المقاومين في البر والبحر والجو في مشاهد لم يعرفها المتابع سوى عبر ألعاب الـ (Pubg) وغيرها من الألعاب الشبيهة.
حرب الصورة أيضاً ربحتها المقاومة عبر خير من تحدث عنها آباء (العبيدة والحمزة وغيرهما) الذين أصبحوا رمزاً للمقاومة عبر صدق المعلومة والتنفيذ فعندما يحددا التوقيت تكون الصواريخ قد استقرت في هدفها في نفس التوقيت.
حرب الصورة ربحتها المقاومة أيضاً من خلال نقل صورة المقاوم الذي لا يرتدي حتى درع وهو يتقدم بكل ثبات نحو آلة القتل الإسرائيلية الأكثر تصفيحاً عالمياً ويضع عليها عبوة الفدائي ويعود من حيث أتى لتصبح تلك الآلة الأغلى هباء منثوراً.
حرب الصورة ربحتها المقاومة أيضاً في تصوير مكان تسليم الأسرى شمال القطاع بوجود أعداد كبيرة من مقاتليها في مكان من المفترض وحسب ما أعلنه جيش الاحتلال أنه تم تدمير البنية التحتية فيه للمقاومة.
حرب الصورة ربحتها المقاومة في فترة التهدئة من خلال مجموعة من الصور التي أظهرت المفرج عنهم وهم بحالة صحية ممتازة والبعض أجري له العمل الجراحي المناسب والبعض الآخر خرج مع كامل حليه ومجوهراته وفي مشهد لا يخلو من الرسائل إحدى الأسيرات خرجت مع كلبها فيما البعض الآخر خرج بالتلويح بالأيدي مع إشارة وداع.
هذه الصور التي ربحتها المقاومة في إحداث تغيير في الرأي العام من جهة والتشكيك بالرواية الإسرائيلية من جهة أخرى وهذا ما أوردته الـ bbc المعروفة بدعمها للاحتلال من خلال نقل ظروف إحدى الأسيرات بالقول إنها “مرت بظروف صعبة”، لكنها أوضحت أنها تلقت معاملة “طيبة” خلال احتجازها في غزة”
وهذا ما أكده إعلام الاحتلال ذاته عندما قال المراسل العسكري في القناة الـ 13 الإسرائيلية ألون بن دافيد: “جمعوا منتسبي كل كيبوتس (مستوطنة) مع بعض، مما أعطاهم إحساساً أكبر بالراحة”.
وأوضح أن عناصر المقاومة زودوهم بالغذاء وبالمسكنات وأدويتهم الاعتيادية قدر المستطاع، في ظل ظروف أمنية خطيرة وقاسية تحت الأرض وداخل الأنفاق”.
فيما نقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” عن بعض أقارب المحتجزين المفرج عنهم قولهم إنهم “حظوا بمعاملة حسنة ورعاية طبية وتعامل إنساني خلال فترة الأسر، وأكدوا أنهم لم يتعرضوا للتعذيب أو الإساءة”.
كل هذا دفع بقوات الاحتلال لمنع ظهور المفرج عنهم على وسائل الإعلام بعد نجاح المقاومة بحرب الصورة كيف لا .. ولاسيما أن أول من أفرج عنهن قبل الهدنة قالت وبالحرف الواحد: “لقد تعاملوا معنا بود وعناية، ووفروا لنا الطعام والدواء، وأحضروا لنا طبيباً لفحصنا ومضمداً لمتابعة وضعنا الصحي ومعالجة من أصيب منا بجراح”.
كل ما سبق وتظهر وهذه المشاهد والصور دفعت ببعض المحللين في الكيان بالمطالبة بمنع بث تلك المشاهد بالقول: “ببساطة لا يمكن بثها”.
وفي دليل واضح على نجاح حرب الصورة لدى المقاومة وتأثيرها داخل الكيان وخارجه قام الكيان الصهيوني بدعوة الملياردير الأميركي، إيلون ماسك مالك موقع (x) لزيارة الكيان بعدما شهد هذا الموقع ( x ) هامش حرية أكبر حيث نشر الكثير من الصور والمقاطع التي تدعم رواية المقاومة لكن أولى نتائج تلك الزيارة رفضه الدعوة لزيارة القطاع بالقول: «يبدو أن الوضع خطير هناك بعض الشيء الآن، لكنني على ثقة بأن غزة مزدهرة على المدى الطويل، ستكون أمراً جيداً لجميع الأطراف» في دليل واضح على مدى تأثير صورة المقاومة على الساحة العالمية وسعي الكيان للحد من ذلك!
