الثورة – لينا شلهوب – ثراء محمد:
سوء الخدمات، على مختلف أنواعها، تشكل العنوان العريض في العديد من المناطق، لتظهر معالمها جليّة في منطقة ضمن محافظة دمشق هي “بيادر نادر” التي تفتقر لأدنى المقومات، منتظرة الحلول، ووضع آليات للعمل والنهوض بهذا الواقع، مع الحرص على خدمة المواطنين والاهتمام بقضاياهم، بعيداً عن التقصير بأداء المهام والواجبات.
طرقات مهملة..
قصدنا المكان بعد أن ارتفع صوت سائقي السرافيس العاملة على خط بيادر نادر، مناشدين لنقل معاناتهم، بعد أن أنهكهم الوضع بشكل عام، من حيث سوء وضع الطرقات المهملة والمتصدّعة، وغير الصالحة لسير الآليات، نتيجة وجود الحفر الكبيرة والعميقة، والموزعة على طول الطريق، بالإضافة إلى المطبات غير النظامية، الأمر الذي يتسبب بإصلاحات مكلفة للآليات، ويحمّل أصحابها أعباء مادية جراء الضرر الذي يلحق بآلياتهم، حيث تصل بعض إصلاحات السرافيس إلى دفع ما يفوق المليون ليرة، لكل إصلاح.
الأمر لم يتوقف هنا، إنما وبعد إلزامهم بتركيب منظومة التتبع الإلكترونية، بات لزاماً عليهم الوصول إلى نهاية الخط، لكن ذلك يحتم عليهم خسائر فادحة لسوء وضع الطريق، وفي حال عدم وصولهم، يتم حرمانهم من مخصصاتهم في الحصول على المحروقات لتسيير مركباتهم، وتأدية خدمات الناس، ما يستدعي شراء مادة المازوت بشكل حر، وهذا يكبدهم أعباء مالية إضافية، لا يعوضهم عنها أحد.
إعادة النظر..
طالب أصحاب السرافيس بإعادة النظر بالوضع المأساوي الذي يعيشونه، مع التأكيد على أهمية تعبيد وتزفيت الطريق الرئيسي المحدد كخط سير، مع وضع إشارات مرور عند مخرج ومدخل بيادر نادر على أتوستراد درعا، كون ذلك يتسبب بالحوادث، وعرقلة السير، لأن الدخول أو الخروج يتطلب قطع الأوتستراد، والانتقال إلى الطرف الآخر، ويتزامن ذلك مع عدم وجود إشارة مرور تحمي المركبات ذهاباً وإياباً، (علماً أن الأعمدة موجودة، لكن من دون إشارات المرور) ناهيك عن مطالبتهم بتحديد خط السير عند جامع خديجة إلى حين إصلاح الطريق.
وأضافوا: إن الأهالي والطلاب يتواجدون في فترات الذروة صباحاً وعند الظهيرة، وبين الفترتين لا يوجد ركاب، لذا يضطرون للدخول إلى آخر الخط وعدم وجود عدد من الركاب، ما يتسبب بهدر مخصصاتهم من مادة المازوت من دون انعكاس أي فائدة عليهم، فيما ينتشر المواطنون عند الأوتستراد منتظرين السرافيس التي تدخل إلى نهاية الخط، ما يعرقل الأعمال، حيث يتواجد الموظفون والطلاب الذين يضطرون لأن يستقلوا سيارات (سوزوكي) مع دفع مبلغ ٥٠٠٠ ليرة على كل راكب، وهذا يزيد الطين بلة ويكبد الأهالي أعباء مادية إضافية، وهم الذين يعانون من جيوبهم الخاوية أصلاً.
غياب كامل للخدمات..
ولدى وصولنا إلى المكان اكتشفنا سوءا عاما بالخدمات، من حيث غياب المياه والكهرباء والنظافة، والأفران، والنقاط الطبية، مع وجود طرقات لا تشبه الطرقات، مستغربين من كيفية تدبير أمور الأهالي المتواجدين والقاطنين في هذه المنطقة، وأين حضور مجالس الإدارة المحلية، الذي بات لا يشفي الغليل، وأين دورها، وما هي مسوغات تدني الأداء، وغياب الفعالية بما يخص المهام الموكلة إليها؟
رد الجهة المعنية..
ولدى الاستفسار من عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة دمشق عمار غانم، حول الواقع في هذه المنطقة، أوضح حيثيات الموضوع، قائلاً: إنه بعد ورود عدة شكاوى من ضمنها الشكوى المقدمة إلى مكتب لجان الأحياء في دمشق رقم ٥٣٧٥٤ / ص/ ٦ / أ ، المتضمنة إلزام سائقي السرافيس بالوصول إلى نهاية خط حي بيادر نادر- السيدة عائشة- الجويزاتية، تمت الإحالة إلى قيادة الشرطة- فرع مرور دمشق، من أجل متابعة الشكوى.
وأوضح أنه تم تكليف دوريات المرور بإشراف قائد القطاع للمتابعة، ونجم عن ذلك تنظيم ١٧ ضبط سير، بمخالفة عدم الوصول إلى نهاية الخط، لكن لاحقاً قام عدد من سائقي السرافيس العاملين على الخط المذكور بمراجعة المحافظة لتوضيح السبب وراء عدم وصولهم إلى نهاية الخط، حيث إن الطريق مدمّر بشكل جزئي، ويوجد الكثير من الحفر، بالإضافة لهبوط الريكارات، مما سبب تدمير الآليات العاملة على الخط، كما يوجد أجزاء من الطريق لا يوجد فيها قميص إسفلتي، لافتاً إلى أنه ما يزيد من تخريب الطريق مرور الآليات الكبيرة الخاصة بتنفيذ مشروع باسيليا سيتي، منوهاً بأنه تمت الإحالة إلى مديرية الصيانة للكشف والقيام بإصلاح الطريق ضمن الإمكانيات المتاحة.
التنفيذ خلال أيام
مدير الصيانة في محافظة دمشق نضال الحافظ، أشار إلى أنه سيتم تنفيذ صيانة زفتية وإصلاحات للشارع المذكور بالإمكانيات المتوفرة، خلال الأيام القليلة القادمة، مرجحاً أنها ستكون خلال الأسبوع القادم، وبالفعل تم إمداد البلدية بكميات من الزفت للمباشرة بترقيع الحفر الكبيرة.
مَن يأخذ بيدهم..
وقال الحافظ: لا ننكر تبعات الحرب على سورية والتي تظهر معالمها في مختلف جوانب الحياة، في فترة يتم الإعلان عنها بأننا نخطو باتجاه مرحلة إعادة الإعمار، وتتجه الأنظار إلى تأمين وتوفير مختلف الخدمات، سواء لعودة الأهالي إلى مناطق استقرارهم بعد أن ترك الإرهاب بصماته عليها، أو لإعادتها لمن ناضل وصبر وتشبث بأرضه، لكن الأنظار تشوح ببعدها ورؤيتها عن البعض من المناطق، مغفلة احتضان تلك المناطق على اعتبار أن مجالسها مكلفة بتخديمها، ومسؤولة عن شح الخدمات، وغياب عناصر الحياة عنها، الذي بات يلتهم صبر قاطنيها ويزيد من معاناتهم في ظل وجود مناطق تئن من وقع ما جرى فيها وعليها.
من خلال متابعتنا لواقع هذه المنطقة.. نرى أن سكانها لا يجدون من يأخذ بيدهم لحل مشكلاتهم، المتمثلة بعدم وجود فرن يتزوّدون منه بلقمة عيشهم، أو وجود مستوصف يقصدونه عند مرضهم أو حاجتهم لأي إسعافات أولية، ناهيك عن عدم توفر المياه حيث يلجؤون لشرائها، إضافة إلى ذلك هناك أماكن تغيب عنها النظافة وتتكدس فيها القمامة، وكل ذلك بسبب سوء وضع الطرقات وكثرة التصدعات ما يعرقل دخول سيارات الخدمة لتنفيذ مهمتها بترحيل القمامة، فيما تتكدس الحاويات فوق بعضها في زاوية من الطريق من دون توزيعها للاستفادة من الهدف منها.
يذكر أنه تم تخديم المنطقة بـ ٥٣ سرفيساً، إلا أن ذلك لا معنى له في ظل غياب تهيئة البيئة الضرورية من شوارع مؤهلة لسير الآليات، ومخدمات ونقاط تغطيها شبكة النت لعمل أجهزة الـ GPS، فما قيمة فرز عدد من السرافيس إذا كانت الشوارع غير مؤهلة لعملها!؟