الثورة – رسام محمد:
في خطوة تؤكد عمق التعاون السوري- السعودي، وصلت الدفعة الأولى من منحة النفط السعودية إلى مصب بانياس، حاملة نحو 650 ألف برميل من الخام، ما يعزز قدرة المصافي على الإنتاج، وسط توقعات بأن تسهم هذه المبادرة في تخفيف الضغط عن السوق المحلية وتحسين التغذية الكهربائية.
وأوضح الخبير في مجال الطاقة، الدكتور المهندس أحمد عبد الرزاق الضحيك، في تصريح لصحيفة “الثورة”، أن هذه المنحة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي ضمن سياق تاريخي من المبادرات السعودية لدعم سوريا.
واعتبر الضحيك أن هذه الخطوة تمثل نقطة تحول مهمة، كونها أكبر منحة نفطية تتلقاها سوريا خلال السنوات الأخيرة، مؤكداً التوجه السعودي نحو إعادة بناء الثقة وتعزيز التعاون الاقتصادي.
وأشار إلى أن الدفعة الثانية، المتوقع وصولها الشهر المقبل، ستبلغ مليون برميل، ليصل إجمالي المنحة إلى 1.65 مليون برميل من النفط الخام.
وأوضح أن هذه الكمية ستكون كافية لتغذية مصفاة بانياس لأكثر من شهر، مما سيعزز من قدرتها التشغيلية بشكل ملحوظ.

انعكاسات مرتقبة
وأكد الضحيك أن لهذه المنحة انعكاسات مباشرة على قطاعات حيوية، فزيادة تشغيل المصافي ستؤدي إلى رفع إنتاج المازوت والبنزين والفيول، مما يخفف الضغط على السوق المحلية ويحد من نشاط السوق السوداء.
كما أشار إلى أن توفر الفيول سيسهم في تحسين ساعات التغذية الكهربائية، خاصة في المناطق الساحلية والوسطى.
واعتبر الضحيك أن هذه المنحة تتجاوز كونها مجرد شحنة وقود، لتكون إشارة سياسية واقتصادية قوية على بدء مرحلة جديدة من التعاون العربي- السوري، تقوم على الشراكة وإعادة الإعمار.
وكانت سوريا، ممثلة بوزارة الطاقة، والمملكة، ممثلة بالصندوق السعودي للتنمية، قد وقعتا اتفاقية تقديم المنحة في 11 من شهر أيلول الماضي.
وتهدف المنحة بشكل أساسي، إلى الإسهام في تعزيز تشغيل المصافي السورية وتحقيق الاستدامة التشغيلية والمالية لقطاع الطاقة الحيوي، كما تسعى لدعم تنمية الاقتصاد السوري ومواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة، وتمكين القطاعات الحيوية من النمو، ودعم الجهود الوطنية والدولية الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
