الثورة – لينا شلهوب:
في خطوة يصفها الأهالي والمعلمون بأنها نقطة تحوّل في مسار العملية التعليمية، افتتحت وزارة التربية والتعليم ثلاث عشرة مدرسة جديدة في ريف إدلب الشرقي والجنوبي، وذلك بعد استكمال عمليات التأهيل الشامل التي أعادت لهذه المنشآت دورها الحيوي كمراكز للتعلم والنمو، ويأتي هذا الافتتاح في وقت تبدو فيه الحاجة ملحة لإعادة بناء البنية التحتية التعليمية التي تضررت خلال السنوات الماضية، ما انعكس سلباً على انتظام الدراسة ومستوى الخدمات التي يحصل عليها الطلاب.
بيئة آمنة.. أساس لجودة التعلم
مدير الأبنية المدرسية في وزارة التربية والتعليم المهندس محمد الحنون في تصريح لـ”الثورة”، والتي تم افتتاحها أمس، أشار إلى أن هذا العمل هو أكثر من مجرد حدث إنشائي، إنه خطوة استراتيجية لإحياء البيئة التعليمية في القرى والبلدات التي عانت طويلاً من غياب المدارس المؤهلة، إذ كان يضطر الطلاب إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى مدارس بعيدة أو الاعتماد على فصول بديلة غير مجهزة، ومع افتتاح هذه المؤسسات بحلّتها الجديدة، يعاد ترسيخ مفهوم المدرسة كمساحة آمنة ومنظمة ومهيّأة لاستقبال الطلاب ضمن ظروف تعليمية سليمة، وهو ما ينعكس مباشرة على جودة التعلم واستقرار العملية التدريسية.

التعليم يستعيد مساره
وأشار الحنون إلى أن أهمية هذه الخطوة لا تقتصر على البعد المادي المتعلق بتهيئة الأبنية، بل تتجاوز ذلك نحو إرساء بيئة تعليمية متكاملة، تسهم في تحسين التفاعل بين الطالب والمعلم، وتساعد الكوادر التربوية على أداء مهامها بفعالية أعلى، فالفصول المؤهلة، والمرافق الصحية المطوّرة، والساحات المنظمة، توفر جواً تعليمياً صحياً يقلل من الهدر المعرفي، ويعزز تركيز الطلاب، ويمنح المدرسين مساحة مريحة لإدارة الدرس وفق أساليب تربوية حديثة، كما تساهم معايير السلامة التي جرى تعزيزها في بث الطمأنينة لدى الأهالي، ورفع نسبة حضور الطلاب، وتحسين الالتزام المدرسي.
وأوضح أن عملية التأهيل لم تكن مجرد صيانة روتينية، بل مشروعاً متكاملاً يستهدف رفع مستوى الجاهزية التعليمية إلى أعلى المعايير الممكنة، وشدد على أن إعادة هذه المدارس إلى الخدمة يمثل استثماراً مباشراً في مستقبل أبنائنا، لذا حرصت الوزارة على أن تكون أعمال التأهيل شاملة ودقيقة لتوفير بيئة تعليمية آمنة وفعالة، لأن جودة المكان جزء أساسي من جودة التعليم، على اعتبار أن كل مدرسة تعود للعمل هي نافذة أمل جديدة للطلاب وأسرهم، وخطوة مهمة في مسار تعافي العملية التربوية بكل مكوناتها.
خطوات مستمرة لتعزيز التعافي التربوية
ولفت الحنون إلى أن الوزارة مستمرة في تنفيذ خططها لإعادة تأهيل المزيد من المدارس المتضررة، مؤكداً أن هذه الجهود ستسهم في تحسين الواقع التعليمي وتعزيز فرص تعويض الفاقد الدراسي، وتطوير العملية التدريسية بما يواكب احتياجات الطلاب ويضمن استمرارية التعليم في أجواء مستقرة، مضيفاً أنه بهذه الخطوة، يخطو القطاع التربوي في ريف إدلب خطوة إضافية نحو التعافي، فاتحاً باباً جديداً للأمل أمام آلاف الطلاب الذين يستعيدون اليوم حقهم الطبيعي في التعلم ضمن مدارس مؤهلة وآمنة، تعيد للعلم مكانته وللمستقبل ملامحه.
تحسين التدريس وتقليل الاكتظاظ
ونوه الموجه التربوي درغام عزام بأن ذلك يسمح بإعادة توزيع الطلاب بما يتناسب مع الطاقة الاستيعابية للفصول الجديدة، والحد من الاكتظاظ الذي كان يشكّل تحدياً أمام تطبيق أساليب تدريس فعّالة، كذلك يتيح للمدرسين إجراء نشاطات تعليمية إضافية كانت تعيقها بنية المدارس المتضررة، إضافة إلى أنه يعزز فرص تطبيق برامج الدعم النفسي والمبادرات اللامنهجية التي تعد جزءاً أساسياً من تعافي القطاع التعليمي.