الثورة – دمشق – رفاه الدروبي:
“دور النقد في حماية المنظومة الثقافية الوطنية” لا يعني شعارات مرفوعة فالوطن يكبر بالصواب، بالفعل الصحيح والحركة النظيفة والسليمة.
كلمات استهلَّ بها الإعلامي محمد خالد الخضر بداية الندوة المنظَّمة بإدارته في ثقافي أبي رمانة بمشاركة رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب الدكتور غسان غنيم والإعلامي عمَّار النعمة والمستشار ربيع زهر الدين.
بدايةً أشار الدكتور غنيم إلى أنَّ النقد نوعٌ من أنواع الخطاب ينصبُّ على الإبداع في محاولة لمعرفة قوانين تحكمه لاستنباط الدلالات الكامنة في مستويات مختلفة، وخطاب ينصبُّ على آخر وله طبيعته المتميِّزة عن طبيعة الإبداع، لافتاً إلى أنَّه يحاول تشريح الظاهرة ليقِّدمها بتركيب جديد فعلياً عن مدى اقترابها من المثال المفترض في عقل الناقد وجلّ ما أنتجته البشرية من فكرٍ وثقافة ما يُشكِّل رجعيَّة للإبداع والفن والأدب بشكلٍ عام.
وأوضح الدكتور غنيم بأنَّ النقد في الزمن الراهن إجراءٌ له قوانينه الخاصة وأصبح له مشروعية التعامل مع النصوص الأدبية وفق الإجراءات نفسها والمناهج والأصول الهادفة للوصول إلى حقائق النصوص وفهم أبعادها الجمالية والموضوعية، طارحاً كيفية ممارسة العملية النقدية المتمحورة بوضع النصوص من قبل الناقد تحت عدسة مُكبِّرة ليفحص بدقة ما قاله المبدع وكيف قاله، ويُسجِّل ما خفي من دقائق ودلالات سعى كاتب العمل لها أو لم يسع إلى سترها وتعميمها ما يُعطي لكلِّ نص عالٍ قراءات متعددة يسعى الناقد لها بما يمتلك من قدرات ومناهج ومعطيات وتأويلات وتحليلات من زوايا مختلفة وتحديد النص وإعطائه حياة جديدة.
بدوره الزميل عمار النعمة رأى بأنَّ الإعلامي يجب أن يكون ناقداً وما يكتبه الإعلاميون يُفترض أن يكون نقداً؛ لكنَّ الواقع الثقافي يؤكِّد عدم وجوده لأنَّ أغلبها عبارة عن تغطيات إخبارية أي نقل الخبر عن أي نشاط دون تقييم أو تقويم أو إبداء رأي، مُؤكِّداً على ضرورة التخصُّص في مجال النقد الإعلامي الثقافي.
وأضاف النعمة بأنَّ النقد الأدبي ضرورة لتقويم النص وتحليله ودراسته على ضوء أدوات النقد ومعادلاته الخاصة بينما لا نمتلك نظرية عربية نقدية خاصة بالأدب العربي وإنما نتَّكئ على نظريات غربية مايضعف قراءة النص باعتباره البيئة المنتجة، مُعتبراً أنَّ المنتج الإبداعي حالة من الوعي واللا وعي ويختلف عن المنتج النقدي بأنَّه حالة علمية له مقاييس وأصول، ويجب قياس وضبط المنتج لأنَّ النقد مسؤولية ليكون المنتج الإبداعي بسوية علمية تؤسس لنظرية عربية نقدية مبنية على أسس علمية واضحة وواعية.
من جهته المستشار ربيع زهر الدين بيَّن علاقة الأدب بالمجتمع وتأثيره في الحياة، طارحاً مفهوم التفكير الناقد من أجل تنميته وجعل مخرجاته ذات مغزى وأهمية للقرَّاء، وكي يكون الفرد ناقداً يجب أن يُطوِّر بعض السمات الشخصية كنبذ الأحكام المسبقة أو المبنية على الافتراضات بعيداً عن التَّعصُّب والجمود، مشيراً إلى أن معايير التفكير الناقد مبنيٌّ على الوضوح وعدم السطحية وتناولها في العمق والدقة والبعد عن الحشو والربط للموقف أو المشكلة بعبارات صحيحة موثوقة مدعومة بالأدلة والبراهين.