مسألة الأخلاق وماهيتها من المسائل النسبية في المجتمعات والثقافات لكن هناك ما تتفق عليه الإنسانية جمعاء كمعيار، والإنسان هو الكائن الوحيد الذي ينعت بالأخلاق، لذا من المفترض أن يتحلى بها وأن تكون الجوهر الذي يحمله.
واللافت عبر تاريخ البشرية أن الحروب تعري الكثيرين الذين يزعمون قبل نشوبها أنهم رمز الأخلاق والفضيلة، وعندما تقع الأزمات والحروب يكتشف العالم أنهم لا يمتون للأخلاق، والمفارقة أن هؤلاء يبررون أفعالهم بكلمات ليست من قاموس الإنسانية مثل: “أريد أن أعيش فلا مكان للأخلاقي في المجتمع”.
وبالطرف المقابل الأخلاق موجودة عند الكثير من البشر، فلا أن تكون إنساناً بلا جمال وبهاء خلقي يمكن أن تتحلى به، لكن الإشكالية في الأخلاق هي أنها ليست ذات مفهوم واحد عند كل البشر فما هو أخلاقي بالنسبة لك هو غير أخلاقي بالنسبة لغيرك، فقد يرى أحدهم فعلاً ويصفه بأخلاقي ويراه آخر غير أخلاقي.
لكن دعونا نتفق أن هناك ثوابت في الإنسانية تقول إنك يجب ألا تؤذي وألا تجرح شعور الآخر، وألا تأخذ ما ليس لك وألا وألا، وأن ما يضيف عليك صفة إنسان هو تلك الصفات الجميلة التي تظهر للعيان، وصدق الشاعر حين قال: “إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”.
هي أن تعمل وتحب وتخلص وتكون صادقا مع الآخرين ومع نفسك، وأن تحترم وقتي ووقتك، وأن تتقن كل ما تعمل به، وألا تغدر وألا تخن وأن تفعل الخير، وأن تؤتمن وأن تكون شجاعاً في تحمل المسؤولية
أخيراً كل الأمم التي اتصفت بالقيم وتحلت بالأخلاق نهضت، وأما من اغتربت عن الفطرة السليمة فقد خابت وخسرت، ويجب ألا تأخذنا الحرب الإرهابية على بلدنا وشعبنا وتداعياتها لأخلاق سيئة، فكل ما نزرعه نحصده، وحتى الأخلاق لا تقل قيمة عن حديقة من الجمال والوقار والخير.
حسين الحجي