الثورة _ رفاه الدروبي:
تقدم التشكيليَّة يسرا محمد ستَّ منحوتات استغرق إنجازها عاماً كاملاً، واختارت موضوعاتها بوصفها حالاتٍ تعبيرية، كانت عبارة عن تكويناتٍ، ووجوهٍ، ووضعيَّات جسد، ومعها تبدأ حواراً روحيَّاً وجدلاً، وصولاً إلى النتيجة المرغوب بها كي تُرضي ذاتها.
أشارت الفنانة يسرا إلى أنَّ أولى منحوتاتها تُمثِّل وجهاً بحالات مختلفة عبَّرت من خلاله عن أنثى أسمتها “قل للمليحة” ترتدي خماراً أنجزته من الخشب، مستفيدةً من كافة تفاصيل القطعة وأعطتها شكلاً رتيباً جميلاً، مُكوِّنةً بريشتها وأزاميلها الحديدية زخارف على سطح المنحوتة كي تُبيِّن غطاء الرأس والوشاح على أسفل الذقن وظهرت على ثنايا الرداء بحركات بسيطة جميلة.
ولفتت الفنانة محمد إلى أنَّ منحوتتها الثانية شكَّلتها من حجر البازلت فكانت عبارة عن وجه حزين ودمعة تترك أثراً في النفس عندما تسيل مترقرقة من المآقي على الوجنات لتحفر أخاديداً أبرزتها بخطوط قوية وأعطتها تناغماً من خلال دوائر بيضاء وسوداء ظهرت على وجه المنحوتة كي تعطي موسيقا جميلة وحركة للرأس ظهرتا أثناء تغيير الاتجاه حين مشاهدة العمل.
وبيَّنت أنَّ مشاركتها بوجه آخر كان منحوتاً من مادة الخشب لامرأة أبرزت حركة وجهها من خلال تثبيت مسامير عليه من أعلى الجبهة حتَّى أسفل الذقن كي تُضيف حركة إيجابية توحي بزخرفة عليه وحفرت خطوطاً في أعلى الرأس لإظهار أنّها تضع عمامة دون أن تترك عليها تجاويفاً، بل أبرزتها بشكل مختزل طولاني فرضته قطعة الخشب عليها، مُنوِّهةً بإعطاء إيحاءات مُتعدِّدة بالقوَّة والصرامة والرصانة حيث بدت التعابير الهادئة المُحبَّبة للمتلقِّي، وتحدَّثت عن إنجازها منحوتة من الرخام الأبيض لتعكس جوَّ البحر، وبأنَّ الإنسان يغوص فيه من دون حدود فيشعر الناظر كأنَّ عينيه تلاشتا مع المدى.