“أرواح نيئة من جرار الفخار” لناظم مهنا

الثورة – دمشق – رفاه الدروبي:

احتلَّت القصة في كتابات ناظم مهنا الحصَّة الأكبر ضمن إبداعاتها على الرغم من إتقانه أنواعاً أدبية أخرى، فكتب الشعر والرواية والمقابلة وحتى التمثيليات الإذاعية، لكنَّه ظلَّ منحازاً بشغف العاشق إلى القصة القصيرة.. إنَّه صاحب الرؤية الحداثيَّة المُؤكِّدة على أهميّة الشكل وفنيَّات السرد باعتبارها صلة التواصل بين القارئ وحدث القصة.
مع ذكراه السنوية صدر له آخر ما خطَّته يمينه “أرواح نيئة في جرار الفخار” فكانت عبارة عن سرديات نصف غنائية طبعت بجهد دار شيبلا في حمص وعائلته، كي توضع بين أيدي القرَّاء لإعادة فكره وأدبه وسط لفيف من المثقفين والكتَّاب ضمّه حفل توقيع في ثقافي أبي رمانة.
مهرت نسخاته رفيقة دربه الدكتورة لبيبة صالح في الطبعة الأولى الحاملة بين دفتيها ١١٥صفحة من القطع الصغير.
أستاذة النقد العربي الحديث في جامعة دمشق الدكتورة ماجدة حمود أشارت إلى أنَّ المثقف الاستثنائي من يترك أثراً في الروح وفسحة في العقل، وما أقلهم في الأيام الحالية القاسية بل في كل زمان، ومن تلك الفئة من الناس يزيدك صخبهم إنسانية ومعرفة ورهافةً وتحفيزاً على العمل والإبداع في وقت واحد، وتشعر بعد حوار معه وكأنَّك التقيت بأحد أبطال روايات دوستفسكي، إنَّه أشبه ما يكون بفيلسوف يرفض العزلة ويبحث عن تجسيد أفكاره، فأصبحت الكلمة لديه تجسيداً لاحتياجات فكرية وروحية وحياتية.

وتابعت الدكتورة حمود ودّعنا الأديب النبيل بعد مرور ٦٣ عاماً قضاها شغوفاً بالقراءة والكتابة والإبداع، يُمتِّع القارئ بقصته وينير الأذهان بمقالته فخسرناه إنساناً محبَّاً مستنيراً، وقلماً جميلاً ماتعاً.
ولفتت إلى أنه كم كنَّا ننتظر بداية الكلام وآخره في مجلة المعرفة لقراءتهما أو كل زاوية لطيفة غنية نسجها بإمعان حيث تدفّق قلمه في مجلة المعرفة وصحيفة تشرين وغيرها من الصحف المحلية يخاطبنا، ويوقظنا بالحكاية، فتنوَّعت دراسته الأدبية وصدر له دراسات عن الشعراء الراحلين ممدوح عدوان، محمد الماغوط عبد المعين الملوحي سواء أكانت شعراً أم قصة أم مقالة.
بدورها رفيقة دربه الدكتورة لبيبة صالح لفتت إلى أنَّه نشأ من جذور غارقة في الأرض من أم فاضلة أحبَّها كما تحبُّ أحداً وأب شاعر أسماه ناظم تيمناً بالشاعر ناظم حكمت، أحبَّ الأرض وتشبَّث بها فكانت جذوره راسخة وكأنَّ روحه تصبو إلى الفضاءات الرحبة، من أرض طيبة وأصول نبيلة اكتسب ملامح شخصية تجلت في كرمه وشجاعته ووضوحه وبساطته وتسامحه اللا محدود، مُنوِّهةً بأنَّه امتلك قدرة على اختلاق المرح والنكتة والدعوة إلى الفرح والابتعاد عن الحزن والكآبة؛ وحين كان يغلبه الحزن تترقرق دمعته في عينيه وتتدحرج فيمسحها بهدوء ويلجأ لمعالجة حزنه بقراءة الشعر.
ثم أردفت: كان صوته الدافئ الساحر يلفُّ المنزل بالطمأنينة والسعادة والقناعة بأنَّ لا شيء أجمل من أن يكونوا سوياً معاً لكنَّ زلزالاً وقع في إحدى الصباحات من ذاك الشتاء القاسي عندما أغلق باب المنزل وقرَّر الارتحال فكان سفراً مقدَّراً لا سبيل لمواجهته أو تأجيله.

آخر الأخبار
الفرملي: تنسيق مع منظمتي "بلا حدود" و "حماية المدنيين" لتقديم منحة لدعم التأمين الرقمي  أهالٍ من القنيطرة يحتفلون برفع العقوبات عن سوريا احتفالات  في حمص برفع العقوبات رئيس اتحاد غرف التجارة السورية : رفع العقوبات سيسهم في عودة الاقتصاديين إلى وطنهم وتدفق الاستثمارات رئيس غرفة صناعة دمشق لـ"الثورة": رفع العقوبات هو التحرير الثاني لسوريا خبير اقتصادي  لـ"الثورة": رفع العقوبات يفتح باب الاستثمار ويحسّن مستوى الدخل الاقتصاد السوري بعد 13 أيار ليس كما قبله...  خربوطلي لـ"الثورة": فرص الاستثمار باتت أكثر من واعدة ماذا بعد رفع العقوبات..؟ الدكتور عربش لـ"الثورة": فتح نوافذ إيجابية جداً على الاقتصاد نائب وزير الطوارئ لـ "الثورة":  حرائق الغابات التهمت 150 هكتاراً جامعة دمشق تناقش أهمية إدخال تقنيات  الذكاء الاصطناعي في عملية صنع القرار لتقديم أفضل مرور إنترنت في سوريا  الاتصالات تطلق مشروع "سيلك لينك" احتفالات كبيرة في طرطوس برفع العقوبات.. وإعادة التعافي للقطاعات  الشيباني: قرار ترامب برفع العقوبات نقطة تحول محورية للشعب السوري الأمم المتحدة ترحب بقرار ترامب رفع العقوبات على سوريا ترامب يعلن من الرياض رفع العقوبات عن سوريا "الاقتصاد والصناعة" تمنع تصدير الخردة الزراعة" و"أكساد" تطلقان دورة تدريبية لتشخيص الديدان الكبدية والوقاية منها إخماد حرائق غابات ريف اللاذقية انتهى.. والتبريد مستمر يوم حقلي لملاءمة أصناف القمح مع بيئة الشمال  الصحة: دعم الجهود الوطنية في التصدي لتفشي الكوليرا