الثورة- رفاه الدروبي:
طراز معماري يجمع بالتناوب بين الحجر البازلتي الأسود والحجر الأبيض ذي المنشأ الكلسي، ما يمنح البناء جمالية مميزة، وتناسقاً عمرانياً فريداً، ويطلق على هذا الشكل من البناء العمارة الأبلقيَّة.
ظهر في سورية مع قدوم المماليك، فكان قصر “الظّاهر بيبرس” أوَّل نماذجه المعمارية في دمشق “هُدم لاحقاً”، ثم انتقل إلى مدينة حمص، فلاقى قبولاً لتوفّر حجر البازلت الأسود في بيئتها الجغرافيَّة، وقرب مقالعها في هضبة الوعر، كما توفّر الحجر الكلسي في الجبال القريبة، حتى أصبح “الأبلق” لصيقاً بعمارتها وأحد سماتها المميّزة.
وحسب الباحث نعيم الزهراوي في كتابه “العمارة الأثرية والتراثية في حمص” أكد أنَ شوارع وحارات وحواكير حمص القديمة بُنيت بطريقة فن العمارة الأبلقيَّة وتعود إلى سنة 1500 ميلادي، وصنعت بيوتها من تداخل وتناغم الحجارة السوداء مع البيضاء لتشبه لوحة الشطرنج، ما يضفي عليها روعةً وجمالاً وحميمية، ويُشكِّل لوحة فنية تجذب السيَّاح من جميع أنحاء العالم.
تتميَّز واجهة البناء بأنَّها مرتفعة، مبنيَّة من مداميك ذات لونين الأسود والأبيض، وفي منتصفها شريط مُدكَّك يلفُّ جدار الواجهة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ويعلوها سطح أملس.
تبدو الواجهة في القصور، والبيوت، ودور العبادة، والخانات، والحمامات، والأسوار، وأهمّها باب السلام المقنطر، وخان أسعد باشا العظم، ومكتب عنبر في دمشق، ومجمع الحسيني الواقع شمال قلعة حمص، وقصر الزهراوي، وبيت مفيد الأمين، وخان القيسارية.