الثورة – آنا عزيز الخضر :
تسعى كثير من المشاريع الفنية خلال إنجازاتها المستمرة لدعم الثقافة والوعي بواسطة طروحاتها الجادة، والمسؤولة تجاه الواقع والمجتمع، وبغض النظر عما وصلت إليه، إﻻ أنها تجسد المحاولة المستمرة والمساهمة النبيلة للمشاركة الحقيقية في أصعب التحديات في ظل ظروف الحرب، التي نالت من الإنسان والثقافة وكل شيء ارتبط به، فتجسدت هنا إرادة التحدي في وجهها الآخر، أﻻ وهو الدفاع بالكلمة و دعم الوعي ورفع السوية الثقافية، لأن الثقافة هي صمام الأمان الحقيقي، والمشارك الأهم في بناء الإنسان و بلسمة الجراح بالشكل البناء .. من هذه المشاريع كان “نوافذ” والذي سبق له إقامة أنشطة ثقافية وفعاليات، تعنى بالثقافة وورشات عمل لصقل كوادر أكاديمية، كما هو الإنجاز للكثير من الأفلام القصيرة.. منها “عبور” خلص الشحن” فطرة” غلقت الأبواب “أزرق” وغيرها.
وكان للفنان المخرج يزن نجدة أنزور المشاركة بإخراج أعمال كثيرة.. حول المشروع وأهدافه وإنجازاته كان لنا الحوار الآتي مع الفنان أنزور فقال في البداية:
مشروع “نوافذ” تابع لأكاديمية شيراز، وهو مشروع فني طموح، هدفه تسليط الضوء على الثقافة السورية بشفافية عالية، ثم تأمين الإمكانيات الجيدة لتنفيذ أفلام سينمائية احترافية لمخرجين شباب، كان لي الشرف بالمشاركة في المشروع بفيلم اسمه خلص الشحن وهو فيلم كوميديا سوداء، يسلط الضوء على الفترة الحالية، وما يعانيه الشباب من صعوبات مادية وحياتية ضمن قصة سائق تكسي في يوم عرسه، وما يعانيه من صعوبات مرهقة ﻻتحتمل طيلة اليوم.
هذا الفيلم ضروري لسببين، الأول لنقل صورة هذه الفترة الزمنية الصعبة للأجيال القادمة ،وما عانيناه من مآس، ثانيا السينما السورية بحاجة لأفلام جذابة بطرحها جماهيريا، وبنفس الوقت ذات عمق، وهذه معادلة صعبة ،حاولت التمكن منها عبر هذا الفيلم.
*هل هناك من صعوبات ظهرت أمام المشروع..؟
للأمانة تعامل القائمون على المشروع بكل احترافية وصدق، وحاولوا تهيئة الإمكانيات المادية والمعنوية لدعم المشروع ، وكان هناك جو من المودة والإخوة بين كل القائمين على العمل.
في بلدنا الغالي، للأسف، هناك صعوبات لوجستية نتيجة الظروف القائمة منذ عدة سنوات، ولكن كما هي رسالة الفيلم، أقول إن الشعب السوري على الرغم من كل الظروف، قادر على أن يتعايش معها، ويجد الحلول بكل إرادة صلبة.
*ما القضايا الأكثر ضرورة للمعالجة برأيك، ونحن خارجون من أتون حرب مريرة؟
في الفترة الماضية عالجت السينما قضايا الحرب في العديد من الأفلام، وكانت ناجحة، ولكن يجب تسليط الضوء على نتائج الحرب النفسية والمادية على المجتمع أيضا والجرأة في طرح تلك القضايا، التي يبتعد الفنان عادة عن طرحها خوفا من مقص الرقابة.
*كيف ترى دور الفن تجاه الواقع تأثيرا ورسالة ومسؤولية؟
**بالفن تحيا الشعوب، والثقافة هي النور، الذي يخرج الأمة من الجهل، لدينا مشوار طويل من الصراع كفنانين، لنحكي حقيقة ما نراه بصدق وأمانة، وحس وطني، هدفه تسليط الضوء على مكامن الخطأ، وأظن أن هذا الشيء هو أمانة في أعناقنا تجاه الأجيال القادمة.