نحو سردية موحدة ليوم “اللغة العربية” العالمي

أ . د جورج جبور
قرأت لصحفي سعودي ذات يوم مقالاً وصف فيه فعالية أقامتها الإمارات العربية المتحدة عن اللغة العربية تنافس في الفعالية مسؤول سعودي رفيع مع رئيس هيئة إماراتية تُعنى بالعربية.
تركز جوهر التنافس كما بدا لي من المقال، حول أي من الدولتين أو الشخصين لها أو له فضل في أمر معيَّن يختص باللغة وربما بشأن يوم العربية.
لن أتمكن الآن من العودة إلى المقال. إلا أن الظاهرة جيدة. تستحق الفكرة القيمة أن يكون لها دعاة متعددون يتنافسون على خدمتها ويفتخرون.
ثم الأجود ان يتم التوافق العلمي الدقيق على سردية موحدة. في المقال الذي ظهر في جريدة سعودية يومية هي : “عكاظ” لم يرد اسم سورية. كنت أتوقع أن تكون ثمة إشارة ما الى دور سوري فلم أقع على شيء .
لا أتابع شؤون لغتنا احترافاً بل هوايةً، ولا أعلم إذا كان الدور السوري قد أشير إليه في إطلاق فكرة “يوم اللغة العربية”وأضيفت كلمة “العالمي” لاحقا ضمن الأوساط اللغوبة المهتمة بالعربية.
بحسب ما أعلم ثمة إشادة مستحقة مستمرة بجهود السعودية والإمارات وعمان والكويت وغيرها في خدمة العربية، إشادة يسرني أنني من المشاركين فيها وأعلم أن كل من أعرف من السوريين المهتمين يشاركون فيها. الإشادة واجب وليست تفضلاً.
لغتنا قوتنا. ولسورية وطني دور في العربية. دور ابتدأ باكرا بعد تحررها من الحكم التركي . هي المملكة العربية السورية. العروبة في اسمها. لاحظت غياب اسمها حين يتم الحديث في الأوساط العربية عن يوم اللغة العربية.
لكنه يرد دائما في أسبقيتين. مجمعها للغة العربية شيخ المجامع. تعريبها الطب سقف طموحات المشتغلين بالطب وبالعربية معا.
في 22 كانون أول 2021 لفت نظري في جريدة البعث بيان عن اللغة العربية يرد فيه أن يوم اللغة العربية العالمي بدأ في حلب يوم 15 آذار 2006 .

دهشت. ذلك أمر أنادي به علنا منذ اكتشفت عام 2009 ان أمر اليوم الذي تحدثت به عدة سنوات مع أشخاص وهيئات قد غدا يوما عربيا رسميا سيحتفل به في أول آذار 2010.
في 2006 أطلقت الفكرة. أخذتها الى أماكن عديدة . حتى 2010 لم يكن ثمة إلا راجعان واضحان. أولهما سلبي بعد أيام من الإطلاق ويرد تفصيله في الوثيقة رقم 4. وثانيهما إيجابي أفتخر به هو كراس أنيق صدر عن دار الفكر بدمشق صيف 2008 قوامه محاضرتي في اتحاد الكتاب العرب قبل صدوره بأشهر.
دُهشت مما أتت به جريدة “البعث” وفرحت. هتفت الى صديق. مسؤول في الهيئة التي أصدرت البيان. هي القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي. علمت منه أنه علي كان الاعتماد في إثبات التاريخ. عجباً عليَّ الاعتماد ولم يستشرني أحد.
في كل حال، شعرتُ بسعادة غامرة، منذ 13 آب 2008 حين سلمتُ موظف جهة رسمية، وافاني الى المنزل خمسين نسخة من كراس أنيق به دعوتي بناءً على اتفاق مع تلك الجهة، وأنا أنتظر راجعاً الكلمة الأخيرة اختيار مفضل لتعبير Feedback الانكليزي امتدت الأيام ولا راجع.
كان التفاهم مع الجهة اللغوية الرسمية ان تذهب هي بالفكرة .فكرتي الى الالكسو، تم تبني فكرتي من الإلكسو، ولم يعلمني أحد، احتفلنا في سورية بيوم اللغة العربية في أول آذار 2010 وعلمت بالأمر من الجرائد.

في نيسان 2010 قررتُ شرح الأمر المدهش المؤسف بل المبكي من خلال كتابة شارحة واضحة، أرسلت مقالاً الى جريدة البعث. نشرته بعد تأن في 17 أيار 2010.
إذن في أيار 2010 ابتدأ البوح المعلن بتسييري ليوم ما لبث في 2012 أن غدا يوماً عالمياً، بدءاً من الأسطر الأولى أعلنت أنني لا أعلم أن أحداً قبلي أثار موضوع اعتماد يوم للغة العربية.

ختمت المقال الذي أحسنت الجريدة إبرازه بالدعوة الى تصحيح ما فيه إن كان ثمة من يختلف مع ما تضمنه.

وتطول الوقفات مع محطات مسيرتي بتلك الفكرة في أيام شديدة على سورية. ثم مع عودة جامعة الدول العربية عن قرار لها بشأن سورية فتح المجال أمام استعادة قدرة التحريك.
ارتقى الجهد ذروة جديدة في 5 كانون أول 2023 حين أعلمت الحكومة السورية إدارة اليونسكو رسميا بوجهة نظري في أنني صاحب الفكرة وأن جامعة حلب كانت منصة الإطلاق.
ومن أجل تثببت السردية السابقة رتبت الوثائق العشر التالية ألاحظ على الوثائق أنها ليست بقلمي عدا اثنتين هما الثانية والرابعة. تلك هي خطة إقناع أراها محكمة.
أما الوثيقة الأولى بقلمي – ورقمها 2- فهي في مكان عام وأمام مستمعين٫. وربما أن المركز الذي شهد قراءتي لها يحتفظ بنسخة منها، وقد سبق الحديث عن الوثيقة الثانية بقلمي وهي المقال المعتنى بإبرازه في جريدة البعث.

ولا بد في الختام من توجبه التحية الى الصديق الشاعر السفير الأستاذ محمد الحصايري، أحد مفاخر تونس الخضراء التي فيها ازدهر أحمد فارس الشدياق صاحب الفارياق، ظهر مقاله عن ريادتي في جريدة تونسية في وقت ربما كان سابقا على وصول طلب سوري رسمي الى الإلكسو تخصيص يوم للغة العربية، طلب مجهول التاريخ والمسار. في كل حال يعلمنا التاريخ صعوبات تعرفها أفكار نافعة، النجاح في أن تصنع سورية يوما للغة العربية ليس بالأمر الثانوي رغم أن فكرة اليوم شبه بدهية.
ولأن الفكرة، فكرتي، نجحت في أن تصبح واقعاً وعليها خاتم صاحبها فالشكر مني الى كل من كان له دور في بلوغ النتيجة المرغوبة.
ثم لن يفوتني أن أؤكد هنا ومجدداً ماذكرته مرات في مواضع عدة. مؤاده بسيط موعد يوم لغتنا الراهن ذو دلالة جميلة، علته الكبرى أن ثمة مواعيد أخرى كثيرة تفوقه بأضعاف جمال دلالة.

*دمشق 21 شباط 2024

آخر الأخبار
درعا.. القبض على عصابة قطاع طرق الشرع يبحث مع ملك البحرين في المنامة العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية تشكيل مجالس علمية في مشافي حلب   الاحتلال يقصف خياماً للنازحين.. والأمم المتحدة ترفض خطة المساعدات الإسرائيلية الأمن العام يعزز تواجده على أتوتستراد دمشق - درعا رفع كفاءة كوادر وزارة الكهرباء في مؤتمر "نهضة تك".. وزير الاتصالات: نلتزم بتوفير بيئة تقنية ومنظومات رقمية تخدم المجتمع France 24: إضعاف سوريا.. الهدف الاستراتيجي لإسرائيل فيدان: مبدأ تركيا أن يكون القرار بيد السوريين لبناء بلدهم "أوتشا": الألغام ومخلفات الحرب تخلف آثاراً مميتة في سوريا الرئيس العراقي: القيادة السورية من تحدد مستوى المشاركة في القمة العربية مؤتمر "نهضة تك" ينطلق في دمشق.. ومنصة "هدهد" لدعم الأسر المنتجة جودة طبيعية من دون غش.. منتجات الريف تصل المدن لدعم الصناعة السورية.. صفر رسوم للمواد الأولية أرخبيل طرطوس.. وجهات سياحية تنتظر الاهتمام والاستثمار مركزان جديدان لخدمة المواطن في نوى وبصرى درعا.. تنظيم 14 ضبطاً تموينياً اللاذقية: تشكيل غرفة عمليات مشتركة للسيطرة على حريق ربيعة الشعار يبحث تحديات غرفة تجارة وصناعة إدلب شراكة لا إدارة تقليدية.. "الإسكان العسكرية" تتغير!