الثورة – دمشق – وفاء فرج:
تراجعت توقعات الغالبية بارتفاع أسعار الفروج والبيض عقب رفع سعر لتر المازوت على مربي الدواجن، بل أكثر من ذلك النتيجة كانت النتيجة انخفاض في أسعار منتجات قطاع مربي الدواجن ، فما الذي عكس هذا الانخفاض على الرغم من ارتفاع كل مستلزمات التربية؟
مدير عام مؤسسة الدواجن الدكتور سامي أبو دان، قال لـ”الثورة”: إن أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض أسعار الفروج والبيض، هو انخفاض القوة الشرائية للمواطنين لافتاً إلى أن السبب الأهم وراء انخفاض أسعار البيض دخول كميات كبيرة من المادة بطرق غير قانونية، مما أسهم في انخفاض الأسعار.
الاستهلاك لا يتوقف
وأشار أبو دان إلى تراجع في حركة الشراء ضمن الأسواق منذ بداية العام وحتى اليوم منوهاً إلى أن الاستهلاك لا يتوقف ولكن هناك احتياجات أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، مما أدى لزيادة في العرض وقلة في الطلب.
وأوضح أبو دان إن ارتفاع سعر المحروقات الأخير زاد من الصعوبات التي تواجه قطاع الدواجن في سورية ورفع التكاليف على المنتجين مبيناً أن قطاع الدواجن يعاني من أضرار جسيمة نتيجة للظروف الصعبة التي مرّت بها البلاد خلال السنوات الماضية، وتعرضت المؤسسات المعنية لتحدّيات استثنائية وغير مسبوقة.
تضخم في رأس المال السلبي
من جانبه اعتبر رئيس لجنة الدواجن المركزية في اتحاد غرف الزراعة نزار سعد الدين أن ارتفاع مستلزمات الإنتاج والانعكاس السلبي على عملهم يأتي جراء تضخم رأس المال السلبي للمربي والمواطن وزيادة طردية بالسعر، وليس قطاع الدواجن وحده من يتـأثر، بل القطاعات تتأثر صعوداً بارتفاع المحروقات من بنزين و مازوت بالرغم من كل المصاعب والخسائر، وطبعا دون إغفال تضخم الأسعار على المربي والمواطن طرداً مع ارتفاع التكاليف.
عدة جهات
وأوضح أن قطاع الدواجن مرتبط بعدة وزارات وللأسف المعنيين او المنتدبين لرعاية، ومتابعة القطاع من باقي الوزارات غير مهنيين بحيثيات هذا القطاع وخصوصيته ويفتقدون للدراية بمضمون عمله، وعليه لازالت الفجوة موجودة في التعاطي مع قطاع الدواجن.
وضرب في مثال له.. أنه لا يمكن لموظف بوزارة النفط أن يعي أي اعتلال بعمل المولدات ونقص المادة ( مازوت)، أو تأخير المعاملة في الاستحرار ما قد يؤدي لكوارث حقلية كبيرة .
ويتابع: لا يمكن لمن يتابع التسعير من الجهات المعنية خارج قطاع الدواجن أن يعلم أن فصول السنة مختلفة بملف التدفئة، مما يفرض ارتفاعات عالية بالتكاليف والأمثلة عديدة.
الترميم ممكن
وقال: من خلال المهنية بالعمل والرغبة الجدية لجميع الجهات المعنية، وبوجود كوادر جيدة من المربين، يمكننا ترميم ما دمر وإعادة الألق لهذا القطاع وتخفيف الأعباء عن المواطن.
وأشار سعد الدين إلى انه بالرغم من الخسائر جراء انخفاض الأسعار لم يلمس المستهلك هذا الانخفاض في أسعار منتجات الدواجن الجاهزة من ( فروج مشوي أو بروستد أو سندويش الشاورما )، وذلك على خلفية أن المحلات إلى اليوم لم تتقيد بتسعيرة التموين، ولذلك المستهلك لم يلاحظ ما يلحق مربو الدواجن من خسائر وبالتالي الخسائر ستكون على الطرفين المستهلك والمنتج.
حالة عكسية
بدوره يرى الأستاذ في جامعة دمشق الدكتور عابد فضلية أن انخفاض سعر الفروج يفرح المستهلك، ولكنه يؤذي المنتج (المربي) الذي يقبل بالبيع بسعر منخفض رغماً عنه، وأن هذا هو الوضع اليوم وبالنسبة للمربي هو يمثل الوضع ضمن هذه الدورة الإنتاجية الحالية.
ويقول: إن استمر الوضع هكذا فسوف يتوقف المربين عن التربية، وسنشهد ونعيش نقصاً في الكمية المعروضة من لحوم الفروج ومن بيض المائدة، لترتفع أسعارهما أكثر فأكثر..
يذكر أن سعر كيلو الفروج بلغ خلال الأيام الماضية ٣٥ ألف ليرة وصحن البيض بين ٦٠ و٦٥ألف ليرة وعليه فإن الانخفاض الذي يراه المربي هو خارج القدرة الشرائية المواطن.