الثورة – ديب علي حسن:
لم نكن نحتاج أن تصدر التقارير عن مواقع عالمية ترصد حال اللغات العالمية على مواقع التواصل لنعرف أن لغتنا على الرغم من كل جمالها تنحدر إلى مرتبة متأخرة في هذا العالم الافتراضي الذي يجب أن يكون عامل جذب وانتشار لها.
ولاسيما أن معظم العرب مغرمون بالتواصل إما على تويتر أو فيسبوك أو تلغرام.
وببساطة يمكن القول إنهم يشكلون جيشاً أزرق في هذا العالم الافتراضي لكن غير ذي فائدة.
لا في تقديم المعلومات ولا في أي شي مفيد، فقط نبش قبور حكايا العفن وما يفرق، واستحضار المثالب من هنا وهناك وزرع الشتات والبغضاء،
وبالتالي أصبح كل من يفك الحرف يظن نفسه مفكراً وشهادات دكتوراة يمنحه لهم صبية صغار.
وسادت اللهجات العامية التي وصلت إلى حد لا يطاق، ولم يقف عسف ذلك عند اللهجات بل وصل الأمر إلى الكتابة وباسم سهولة التعامل (عليكي.. إليكي.. فيكي ..) وقس على ذلك، وللأسف تسلل بعض هذا إلى وسائل الإعلام وغدت لغتنا ثوباً بألف رقعةٍ.
هذه الحال كشف عنها تقرير نشره موقع “ستاتيستا” المتخصص في الإحصاءات وقال: إن اللغة العربية تحتل مركزاً متأخراً للغاية، في قائمة أكثر اللغات انتشاراً على الإنترنت.
وتستحوذ اللغة الإنجليزية على أكثر من نصف عدد مستخدمي شبكة الإنترنت، ويتحدث بها نحو 1.5 مليار شخص حول العالم.
وتأتي في المرتبة الثانية: الإسبانية، بنسبة 5.6%، ويتحدث بها اصلاً نحو 560 مليون شخص حول العالم.
وحلَّت اللغة الألمانية في الترتيب الثالث بنسبة محتوى يصل إلى 5%، واليابانية بنسبة 4.5%، والروسية بـ4.4%، والفرنسية 4.3%، والبرتغالية 3.3%، والإيطالية بـ2.4%، والتركية 2%، والهولندية والفلمنكية (الفلمنكية الهولندية أو البلجيكية الهولندية أو الهولندية الجنوبية) بنحو 1.9%.
أما اللغة العربية التي تحتل المرتبة السادسة ضمن اللغات المستخدمة على أرض الواقع في عام 2023، ويتحدث بها نحو 274 مليون نسمة، فإنها لاتساهم في محتوى الإنترنت إلا بنسبة لا تتجاوز 0.06%.
وتكشف البيانات أن اللغات المستخدمة على نطاق واسع مثل الصينية والهندية والعربية يعتبر المحتوى الموجود فيها على الإنترنت متواضعاً، في حين أن لغات أخرى مثل الإنكليزية والألمانية والروسية لها بصمة كبرى في الانتشار عبر الإنترنت.
ورغم الانتشار الكبير للغة الإنكليزية إلا أنها تمثل أقل من 20 في المئة من سكان العالم، ما يعني أن حوالى 4 من بين كل 5 أشخاص حول العالم غير قادرين على فهم نصف مواقع الانترنت على الأقل من دون اللجوء لوسيلة لترجمة محتواه.