أما النصوص .. فأوراق وأحبار !!

ثورة اون لاين: على نحو متزايد وأكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، يستعيد المثقف السوري اليوم ما كان راكمه من المعارف والثقافات خلال عقود من السنين مضت، وما كان قرأه أو اطلع عليه وحفظه لكثرة ما ردده وحاور الآخرين فيه،

حول دور الثقافة والمثقفين في عملية التغيير والتحديث، ومطابقة كل ذلك مع ما تعيشه سورية اليوم، أو مقاربة ما تعيشه سورية بما لدى هذا المثقف من تراكم معرفي يفترض أنه أنتج أنماطاً ونماذج من طرق ووسائل لأجل تحقيق ذلك التغيير والتحديث المطلوبين.‏

وعلى النحو ذاته تستعيد ذاكرة المثقف السوري اليوم أيضاً ذلك النموذج من «المثقف العضوي» الذي أبدعه وكتب عنه وفيه أنطونيو غرامشي، بوصفه النموذج الذي يحقق أكبر قدر من التواصل والفاعلية بين المثقف والثقافة من جهة أولى، وبينهما معاً وبين المجتمع من جهة ثانية، خاصة أن كلا من المثقف والثقافة منفردين أو مجتمعين، وفي ضوء عملية الإصلاح الجارية في سورية اليوم.. لم يعد أي منهما مادة للترف والحوارات السفسطائية على الأرصفة وفي المقاهي وفي بعض الأروقة الثقافية، التي توهمت وتوهم روادها في لحظة ما أنهم محور العالم وخلاصته المركزة، وأن الذات الإلهية اصطفتهم وأبقت عليهم فوق ثقوب غربالها وادخرتهم لتغير العالم بهم ولهم.‏

اليوم، لم يعد ثمة وقت للتسكع ثقافة أو فكراً.. ولا حتى في المقاهي وعلى الأرصفة، ولم يعد ثمة جدوى لمراكمة المزيد من الثقافات والمعارف فوق ما تراكم منها ويكاد أن يتعفن، ولم يعد ثمة هوامش وأرصفة ومقاهٍ للحياد أو الصمت.. واستخدام حاسة النظر فحسب في تأريخ ما يجري وتسجيل وقائعه كما لو أنه يدور في بلاد الواق الواق، لا وقت لحياد المؤرخ ولا لحكمة الفيلسوف ولا لعزلة المتصوف الزاهد، يمنع كل من انتخب نفسه أو انتخبه الآخرون مثقفاً من أن ينخرط غوصاً حتى أذنيه في نقاش حول ما يجري وحوار حوله، خاصة أن موضوعة النقاش والحوار إياه هي الوطن، وبكل ما تعنيه هذه الموضوعة من فلسفة أن نكون جميعاً أو لا نكون.. جميعاً أيضاً.‏

ثمة لحظات فقط لمحاكمة عقلية يجريها كل منكم بينه وبين ذاته، بين أن يكون مثقفاً عضوياً ملتزماً، مبدعاً ورائداً ومبادراً.. وبين أن يتحول إلى قرص مضغوط على رف مهمل ومغبر أو في جهاز كمبيوتر لا يجيد سوى اللغو والتكرار.. والاجترار !‏

ثمة لحظات فقط ليصوب كل منكم المفاهيم والرؤى، فلا تعود الثورة فوضى من دم وركام بل حياة جديدة متجددة، ولا تعود الديمقراطية صناديق وطوابير وأوراقاً بيضاء بل وعياً وسلوكاً أولاً، ولا يعود الوطن سوق بازارات ومساومات بل حرية وسيادة واستقلالاً !‏

الثقافة والفكر.. والوعي الناتج عنهما متوازيان مع السلوك هو ما يغير الناس ويصنع المستقبل، أما النصوص فأوراق وأحبار ليس إلا !!‏

 

خالد الأشهب

آخر الأخبار
وسط دعوات للعدالة وعدم النسيان.. إحياء الذكرى الثالثة عشرة لمجزرة داريا الكبرى  يئة ضمان الودائع... خطوة لإعادة بناء الثقة بالقطاع المصرفي السوري مجدداً اليوم..معرض دمشق الدولي يفتح أبوابه ونوافذه إلى العالم "سويفت" ليست مجرد خطوة تقنية - مصرفية.. بل تحول استراتيجي على حركة التجارة من الوعي إلى التطبيق..البلوك تشين في خدمة التحول الرقمي الحكومي أموال "البوابة الذهبية".. عقود بيع لا ودائع مجمدة (2-2) المعارض الذكية لتبادل المعلومات والخبرات المهندس حسن الحموي: فضاء واسع للمشاركين تركيا: الاعتداءات الإسرائيلية تقوض مساعي إرساء الاستقرار في سوريا والمنطقة معرض دمشق الدولي .. انطلاقة وطنية بعد التحرير وتنظيم رقمي للدخول  الأمم المتحدة: مقتل الصحفيين في غزة غير مقبول ويجب تحقيق المساءلة والعدالة المعامل العلفية في حلب تحت مجهر رقابة الزراعة محمد الحلاق لـ"الثورة": ما يهمنا إظهار معرض دمشق الدولي كقوة اقتصادية جاذبة للاستثمارات  صيانة خطوط الكهرباء وإصلاح أعطال الشبكة في حمص وفد اقتصادي ألماني يبحث التعاون مع غرفة تجارة دمشق جذب الاستثمارات الزراعية.. اتحاد فلاحي حمص بمعرض دمشق الدولي وزير المالية: نرحب بالدعم الفني الأوروبي ونتطلع لزيارة وفد الأعمال الفرنسي رؤية جديدة في طرطوس لدعم الاستثمار وتوسيع آفاق التصدير  اعتماد المعيار المحاسبي الدولي IFRS 17 في قطاع التأمين الكويت: مواصلة الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته تجاه سوريا انتهاك للقانون الدولي مسار جديد لبناء تعليم نوعي يواكب متطلبات التنمية المجتمعية