ثورة أون لاين: كتب المحرر السياسي:لم يكن مفاجئاً أن يقود استمرار التحريض والتجييش إلى حيث تقف الحالة اليوم.. تصعيد إرهابي هو الأخطر منذ وصول المراقبين الدوليين، ومجازر وحشية وصولاً إلى الإعلان صراحة عن رفض مهمة المبعوث الدولي.
تلك هي النتيجة التي كانت تراهن عليها الأطراف العربية والإقليمية الداعمة للمسلحين، وذلك هو الهدف الذي عملت عليه، بعد أن وجدت في المهمة الدولية تقويضاً لمخططها في إسقاط سورية وتنفيذ الأجندة الأميركية والإسرائيلية.
لم يكن مفاجئاً فقد سبق أن حذّرت سورية من تلك المخاطر.. واسمعت صوتها بوضوح أن هناك أطرافاً ودولاً لا تريد لهذه المهمة أن تصل إلى حيث يريد لها مجلس الأمن، حين وافق عليها وعندما عجزت تلك الأطراف والدول عن إخراجها من السياق الذي لا يخدم أجندتها كان تفجير المهمة بارتكاب تلك المجازر الوحشية .
والسؤال اليوم.. ما هو الإجراء الذي سيتخذه المجتمع الدولي؟ ما هي خيارات المراقبين، وما هي بدائل السيد كوفي أنان؟!
هذا التصعيد الإرهابي والإجرامي ليس الأول الذي يجري عند كل استحقاق سياسي، وبعد أن وصلت مهمة المراقبين إلى مرحلة مفصلية مهمة، وهي تعدّ تقريرها المكتوب الأول واستباقه يعني أنه لا ينسجم مع ما كانت تخطط له المجموعات المسلحة وداعموها وممولوها.
فالحالة كلها تستدعي تحركاً يوازي خطورة ما يجري، لأن الأمر على ما يبدو ليس فقط لإجهاض مهمة المراقبين، وإنما أيضاً مهمة أنان كلها وصولاً إلى تفجير الوضع على الأرض لأن الهدوء وعودة الأمن لا تتوافق مع الأجندات الموضوعة ولا مع الإرهاب والقاعدة.
لذلك تبدو الغاية أبعد قليلاً مما يطفو على السطح، حين تأتي في ظل أجواء من التحريض السياسي تحت ذريعة الخشية من حرب أهلية والتي بدأت ألسن الغربيين تلوكها في الآونة الأخيرة، مع تركيز أميركي متزايد على تسليح المعارضة، في إشارة واضحة إلى التصعيد الذي نراه اليوم، حيث الضخ الإعلامي والتحريض وتهريب المسلحين على رؤوس الأشهاد وبصفاقة غير معهودة.
يستطيع المراقبون أن يسجلوا ما رأوه.. أن يوثقوا، وأن يضيفوا إلى يومياتهم عدد الخروقات التي ارتفعت بشكل قياسي في الأيام الأخيرة.. وبمقدورهم أيضاً أن يقرؤوا الرسالة التي تحملها.. أن يتمعّنوا في دلالات هذا الإعلان الصريح من الجماعات المسلحة بوقف التعاون معهم وعلناً، رغم يقينهم بأن ما يجري مدفوعاً من دول وأطراف تأتمر بأمر قوى داخل مجلس الأمن.
ويستطيع أعضاء مجلس الأمن أن يستمعوا إلى ما سيتلوه عليهم السيد أنان في تقريره المكتوب، وبمقدورهم أيضاً أن يقرؤوا ما كتبه مراقبوه.. لكن لن يكون بمقدورهم تجاوز هذا التقرير كما فعلوا مع التقارير السابقة.. ولا أن يتجاهلوا الحقائق الواردة فيه، ولا الإشارة الواضحة إلى أصابع الإرهاب وتنظيم القاعدة وإرهابها ببصماته وملامحه التي أقر الجميع بوجودها.
ربما هنا تكون القضية الأهم.. فهو في عهدتهم، وندرك جميعاً أن هذه العهدة مثقوبة باتجاهاتها المختلفة من قوى داخل مجلس الأمن هي والقوى ذاتها التي تدير الأطراف التي تقود المجموعات المسلحة وهي التي تتواصل مع أدواتها في المنطقة.. مع مموليها وحماتها ورعاتها.
عهدة يجب أن تنظر في مخاطر الإرهاب الذي تمارسه المجموعات المسلحة وتنظيم القاعدة والتي شكلت تحالفها الواضح مع الجماعات التكفيرية الظلامية بالتفاهم مع أميركا وأدواتها في المنطقة، وبمباركة إسرائيلية، إذ إن مجلس الأمن مطالب بتفعيل دوره في مواجهة الإرهاب وأن يؤدي مسؤولياته في تجفيف منابعه ومحاربة أدوات، وفي عهدته عشرات القرارات التي لابد من تفعيلها.