الثورة – ميساء العجي:
كانت تصرفاته غريبة، وتفاعله أقل مع أقرانه ومع العالم الذي يعيش به، سواء أنا ووالده أو أقاربنا الذين يقطنون بجانبنا.. كان يونس يبتعد عن الجميع ويبقى وحيداً.
ظنت والدته سماهر أنه هو كذلك كونه طفلها الأول وغير معتاد على الضجة والألعاب مع الآخرين، لكن مع استمرار الأمر لأطول فترة من عمره خافت وقامت بعرضه على الأطباء والعيادات والمستشفيات دون أن تجد أي علاج لحالته هذه.
ثم بدأت تلاحظ تصرفات أخرى يقوم بها، فإنه يلعب بلعبة واحدة فقط وبنفس الحركات دون أن يغير أو يبدل، وكذلك قلقله وتوتره المستمر، وكذلك إصابته بالأرق وقلة نومه، حتى عرضته على إحدى مراكز المعالجة لتصدم بمرض اضطراب طيف التوحد وهي التي لاتعرف كيف تتعامل معه من قبل.
– أعراض التوحد..
كل هذه الأعراض وغيرها تقول المعالجة النفسية هيام عبدالحميد: إن هذه من اضطرابات طيف التوحد الذي يعد خللاً وظيفياً عصبياً في المخ وتظهر آثاره على الإنسان بعمر مبكر، وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن طفلاً واحداً من كل ١٦٠ طفلاً يعانون من اضطراب طيف التوحد،
ومن علاماته الانطواء والانغلاق على نفسه، فهو لا يتحدث بسهولة ويكون لديه نوع من العدائية تجاه الآخرين.
ويتأخر بدراسته ولايستجيب لأي نداء يتم توجيهه إليه، وينظر باستمرار إلى شيء بعيد ويكرر الكلمة مرات عدة وبنفس الوقت.
وتضيف عبد الحميد: إن مشكلة الأرق والتوتر تزداد بين الأطفال المصابين بطيف التوحد وتستمر لفترة أطول ويمكن أن تمتد حتى سن المراهقة والبلوغ ان لم يتم العلاج.
– التشخيص المبكر..
وتوكد عبد الحميد على الأهل أن ينتبهوا منذ مراحل الطفل الأولى إلى أعراض التوحد، وأولها تأخر النطق والكلام مع سلوكيات نمطية يكررها باستمرار، كذلك بالإضافة إلى عناد وإصرار ابنهم على أمر واحد فقط دون أن يبدل منه شيء، هذا يدل على زيادة خطر الإصابة بالأرق لدى طفل التوحد.
ومن العلاجات لهذا الاضطراب- تقول عبد الحميد: إن النوم يساهم بدور حيوي في نمو الأطفال وتطورهم وتحسن حياتهم، وبينت الدراسات أن المرض كلما كشف بعمر مبكر يستطيع الأهل السيطرة عليه إلى حد ما، من خلال التدريب والتعليم والتواصل مع المختصين حول هذا الأمر، فلابد من دمج توعية الآباء مع خيرة المختصين حول هذا الاضطراب، كما يجب على الاختصاصية مراعاة عمر الطفل والتركيز على النقاط الإيجابية لديه ودعمها والعمل على تنشيطها أكثر لكي يقوم بوظائف معتمداً على نفسه، وذلك بالتأكيد ينمي سلوك التعامل معه من قبل الوالدين.
وتضيف: إنه كلما تمكنا من تحديد اضطراب طيف التوحد في وقت مبكر زادت القدرة على علاجه بسرعة والمساعدة في تجنب تعرض الأطفال إلى سلسلة من الاضطرابات أثناء نموه وتطورها في سن مبكرة إلى نشكل يصعب علاجها.
وأخيراً.. يجب الاهتمام بالمراكز التي تهتم بمرض التوحد ومدها بالاختصاصات التي تسهم إلى حد كبير في تقديم الخدمات الصحية والتربوية التي يحتاجها أبناؤهم.