الثورة – السويداء – رفيق الكفيري:
الوقت لم يكن طويلاً عندما أعلنت جمعية الرعاية الاجتماعية بالسويداء عن معاناتها التي تفاقمت مؤخراً بعدم قدرتها على تقديم خدماتها اللازمة لنزلائها، نتيجة الوضع الاقتصادي الضاغط وارتفاع تكاليف مستلزمات الخدمات التي تقدمها، وذلك لشح مواردها المادية، حتى تمتد الأيادي البيضاء من المغتربين والمحسنين المقيمين فيها الذين ترنو عيونهم دائماً إلى هذه الجمعية لتبقى ملاذاً لكل من فقد أبويه أو أحدهما، والمسنون الذين دفعتهم الظروف لأن يكونوا من نزلائها.
فبعد مرور ثلاثة أيام على إطلاق حملة /بيت اليتيم/ لم يبخل المغتربون من أبناء المحافظة وفعالياتها التجارية والاقتصادية والأهلية في تقديم شتى أنواع الدعم للجمعية حتى تتمكن من القيام بدورها الإنساني والاجتماعي على أكمل وجه، فقد بلغت التبرعات المادية أكثر من 135مليوناً، والعينية أكثر من 50 مليوناً، وفقاً لمصدر مسؤول من الجمعية، مكرسين بذلك ثقافة العمل الخيري في صفوف المجتمع لدوره المهم في تحقيق التكافل الاجتماعي، ونشر قيم المحبة والتسامح والبر والإحسان بين أبناء المجتمع، هذه هي حمية ونخوة أبناء جبل العرب الأشم، والتي تبدو بشكل جلي وقت الشدائد والمحن.
فجمعية الرعاية الاجتماعية بالسويداء، والمعروفة ببيت اليتيم، أو دار الأيتام الجمعية الوحيدة على ساحة المحافظة التي تقدم الخدمات الإنسانية للنزلاء الأيتام ا لأطفال والمسنين الذين يبلغ عددهم نحو 100نزيل، بإقامة محانية دائمة، وتقديم احتياجاتهم كافة، من الإطعام واللباس والإقامة والرعاية الصحية والخدمات التعليمية.
وبالرغم من أهمية العمل الخيري الممتد إلى الجمعية الذي يخضع لحالة من التصاعد في كثير من الأحيان والتنازل أحياناً وفقاً للظروف والإمكانيات المتاحة، الحل الأمثل لضمان استمرارية عمل الجمعية هو التوجه للاستفادة من المشاريع الاستثمارية التي تمتلكها بالشكل الأمثل.. ومساعدة مجلس إدارتها لتحقيق ذلك.