الثورة – متابعة – ميساء العلي:
ليست فقط الحرب الأوكرانية التي تثير مخاوف العالم لتراجع إمدادات القمح وعودة شح الغذاء مع اتساع دائرة القلق بشأن أسعار “الذهب الأصفر”، وإنما أيضاً تداعيات تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة التي اجتاحت عدة دول في العالم.
هذه المخاوف تأتي بعد بلوغ العقود الآجلة للقمح أعلى مستوى منذ آب الماضي، فوسط تقديرات اقتصادية بتراجع كميات القمح المتوقعة في موسم الحصاد الحالي عالميا بفعل ارتفاع الحرارة ونقص الأمطار في جنوب روسيا والصراعات الجيوسياسية ما ينذر بعودة ارتفاع تكاليف الغذاء عالميا، فالمغرب يترقب أسوأ حصاد للحبوب منذ 17 عاماً الموسم الحالي.
تقول التوقعات إن مخزونات القمح ستكون عند أدنى مستوياتها هذا العام منذ ما يقرب من عقد من الزمن بعد ما يشهده العالم من سوء أحوال جوية وصراعات، ما يعني إبقاء إمدادات القمح العالمية تحت الضغط مع زيادة المخاوف من ارتفاع تكاليف الغذاء، وضمن تلك التداعيات: أمطار الصين، والجفاف بالبحر الأسود، والحرب في أوكرانيا، إضافة إلى الأمطار بأوروبا الغربية، والجفاف بالولايات المتحدة واستراليا.
أما عن توقعات مستقبل القمح عالمياً ستكون الأسابيع القليلة المقبلة حاسمة لتنمية المحاصيل، إذ يراقب المجتمع الزراعي وتجار السلع الأساسية أنماط الطقس عن كثب مع القلق من أن تكون المخزونات العالمية الأصغر حجما منذ نحو عقد، فحسب وزارة الزراعة الأمريكية من المتوقع أن تظل مخزونات القمح عند أدنى مستوياتها.
المحاصيل الأخرى أيضاً في بعض الدول لم تكن بمأمن عن تأثير التغيرات المناخية كمحصول البن في البرازيل، كما أن هطول الأمطار بالصين أغرقت محصول القمح مما ينذر بارتفاع تكاليف الخبز ويشعل الضغوط التضخمية التي قد تجبر البنوك المركزية على إعادة النظر في سياساتها النقدية، وبالتالي ارتفاع أسعار الحبوب.