هجوم “بهالغام” الكشميرية.. هل ينذر بحرب خامسة بين الجارتين النوويتين؟

الثورة – نور جوخدار:

في ظل التصعيدات الأخيرة بين الهند وباكستان عقب الهجوم الذي وقع في بلدة بهالغام الواقعة في كشمير الهندية، وعلى أثره قامت نيودلهي بإجراءات عقابية شملت مطالبة الباكستانيين المقيمين على أراضيها بالمغادرة خلال 48 ساعة، وطرد مستشارين عسكريين وبحريين وجويين من المفوضية العليا الباكستانية في العاصمة الهندية، إلى جانب تعليق مشاركتها في معاهدة تقاسم مياه نهر السند الموقعة عام 1960، وإغلاق المعبر الحدودي الرئيسي بينهما، بحسب ما نقلته وكالة فرانس برس، الأمر الذي اعتبرته إسلام آباد “إعلان حرب”، وقامت بتقليص البعثة الدبلوماسية الهندية وإغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الهندية، وتعليق التجارة مع جارتها الشرقية.

هذا التصعيد المتسارع أثار مخاوف دولية واسعة من أن يؤدي إلى اندلاع حرب خامسة بين الجارين النوويين، لما سيحمله من تداعيات كارثية على المستويين الإقليمي والدولي، قد يجبر أطرافاً دولية بالتدخل لتهدئة الوضع مثل الولايات المتحدة والتي تتمتع بنفوذ قوي على باكستان من خلال المساعدات العسكرية والاقتصادية، وعلاقات استراتيجية متنامية مع الهند، أما الصين، فتربطها بباكستان مصالح اقتصادية واستثمارية كبرى، أبرزها مشروع ممر الصين- باكستان الاقتصادي، الذي لن تسمح بتعريضه للخطر، في المقابل، تظل روسيا الحليف التقليدي للهند، حاضرة في المشهد مع تطلعها لتعزيز نفوذها في جنوب آسيا.

سيناريو نووي افتراضي

في هذا السياق، عادت إلى الواجهة ورقة بحثية نشرتها مجلة “علماء الذرة” (The Bulletin of the Atomic Scientists) عام 2019، والتي حاكت فيها سيناريو افتراضياً لانزلاق الهند وباكستان إلى صراع نووي شامل في عام 2025، مستعرضةً تداعيات كارثية على المنطقة والعالم.

تبدأ الدراسة بهجوم مفترض يستهدف البرلمان الهندي، ما يسفر عن اغتيال عدد من كبار القادة السياسيين، ويدفع المؤسسة العسكرية الهندية للرد السريع بشن هجوم بري بالدبابات على الأراضي الباكستانية، خاصة في منطقة كشمير المتنازع عليها.

أمام هذا التحرك المفاجئ، تجد القيادة الباكستانية نفسها في موقف حرج بسبب تفوق الهند التقليدي، فتقرر تفعيل عقيدتها النووية المبنية على “الردع من خلال الاستخدام الأول”، وتقرر استخدم أسلحة نووية تكتيكية دفاعية عاجلة.

في اليوم الأول من الحرب النووية المفترضة، وفقاً لسيناريو الدراسة، تستخدم باكستان نحو 10 قنابل نووية تكتيكية، تبلغ قوة كل منها 5 كيلو طن (أي أقل من نصف قوة قنبلة هيروشيما 1945) تستهدف بها التجمعات المدرعة الهندية داخل كشمير وتفجر على ارتفاع منخفض لتقليل نطاق التأثير الجانبي على المدنيين والتركيز المباشر على الأهداف العسكرية فقط.

“الرد الانتقامي الموثوق”

في اليوم الثاني، توجه باكستان 15 ضربة نووية تكتيكية إضافية، تتجاوز الهند حالة التريث، وتقرر تفعيل عقيدتها النووية المعروفة بـ”الرد الانتقامي الموثوق”، فتقوم بتوجيه 20 ضربة نووية إستراتيجية باستخدام رؤوس نووية أكبر تأثيراً تشل بها البنية العسكرية الباكستانية بالكامل وتستهدف الأهداف الرئيسية مثل مدينة بهاولبور التي تضم قوة باكستانية كبرى بالإضافة للمطارات ومستودعات الأسلحة النووية.

أما في اليوم الثالث، تستخدم باكستان 30 صاروخاً نووياً إستراتيجياً، تستهدف بـ20 منها مدناً هندية كبرى، أما العشرة المتبقية تستهدف القواعد البحرية والمطارات في مناطق حضرية، كما تُطلق 15 رأساً نووياً تكتيكياً جديداً ضد القوات الهندية المتقدمة، وفي ذروة هذا التصعيد، ترد الهند بوابل نووي جوي ضد 10 مواقع باكستانية حيوية، تضم قواعد عسكرية وبحرية وجوية، تقع كلها ضمن نطاقات سكانية حضرية.

وتقول الورقة البحثية بحسب المجلة نفسها، أنه على مدار الأيام الثلاثة التالية، تتواصل الدوامة النووية، إذ تستخدم باكستان ما تبقى من ترسانتها الاستراتيجية (نحو 120 سلاحاً نووياً) لتدمير المدن الهندية، في حين ترد الهند بـ 70 سلاحاً نووياً، مع احتفاظها بـ 100 سلاح آخر تحسباً لأي تهديد محتمل من الصين.

كارثة بيئية

وتقدر الدراسة أن التصعيد النووي بين البلدين، في حال حدوثه، وفق هذا السيناريو الافتراضي سيؤدي خلال أسبوع إلى مقتل ما بين 50 و125 مليون شخص، مع محو مدن بأكملها، وتدمير كامل للبنى التحتية، والأخطر أن هذا الصراع سيسبب حرائق هائلة في المدن، تطلق ما بين 16 و36 مليون طن من الكربون الأسود في الغلاف الجوي، ليحجب أشعة الشمس، ما يتسبب في انخفاض درجات الحرارة عالمياً، تشكل كارثة بيئية تقود إلى أزمة غذائية ومجاعة تهدد البشرية بأسرها.

يبقى السؤال المطروح اليوم: هل بدأت أولى شرارات الصراع بين الجارتين اللتين تمتلكان “الثالوث النووي” أم أن سياسة الردع النووي تقف أمام انزلاق المنطقة إلى كارثة فعلية تدفع شعوب جنوب آسيا والعالم ثمنها؟.

آخر الأخبار
بين الحقيقة والتزييف..الأمن العام السوري صمّام أمان الدولة الهوية لا تعرف الحدود... والدولة ترسّخها بالرعاية والمسؤولية  أهالٍ من نوى يؤكدون على الوحدة الوطنية ودعم الجيش والقيادة من مظاهرات الثورة السورية في باريس.. الدكتورة هنادي قوقو "الثائرة الرقيقة" الدفاع المدني يحمّل فصائل السويداء مسؤولية اختطاف حمزة العمارين: العمل الإنساني ليس هدفاً مشاعاً مظلوم عبدي: اتفاقنا مع دمشق خطوة محورية نحو الاستقرار وبناء جيش وطني جامع  " الخارجية " تُعلن عن زيارة وفد تقني إلى السودان لبحث أوضاع الجالية السورية " الخارجية" تطلق خدمات قنصلية مؤقتة للجالية في ليبيا بانتظار افتتاح السفارة الرسمية منظمات حقوقية تحذر: خطة لبنان لإعادة اللاجئين السوريين تُهدد بترحيل قسري جماعي  مبادرة الغاز الأذربيجاني إلى سوريا تحظى بإشادة أميركية وتأكيد قطري على دعم الاستقرار الخطوط الجوية التركية تعود إلى أجواء حلب بعد 13 عاماً من الانقطاع "غرف الزراعة":  آلية جديدة لتحديد أسعار الفروج الحي من الدواجن الوزير الشيباني: الجاليات السورية ركيزة لتعافي البلاد وتعزيز حضورها الخارجي تحسين واقع الشبكة الكهربائية في القنيطرة مركز صماد الصحي في درعا  بالخدمة محافظ حمص يدشّن مشروع إعادة تأهيل مشفى تدمر الوطني بتمويل من الدكتور موفق القداح البيت الأبيض يكشف نسب الرسوم الجمركية الجديدة على سوريا وخمس دول عربية ترحل القمامة والركام من شوارع طفس بدرعا انطلاق المرحلة الثانية من مشروع الطاقة القطري في سوريا: 800 ميغاواط إضافية لتعزيز الشبكة وتحسين التغ... العاهل الأردني يعيّن سفيان القضاة سفيراً فوق العادة لدى سوريا