الثورة :
شهدت مدينة تدمر، اليوم، وضع حجر الأساس لمشروع إعادة تأهيل مشفى تدمر الوطني، وذلك برعاية محافظ حمص الدكتور عبد الرحمن الأعمى، وبحضور وفد رسمي ضم قائد شرطة المحافظة، ومدير الصحة، ومدير منطقة تدمر، إلى جانب عدد من وجهاء المدينة وأهاليها.
ويأتي المشروع بتمويل سخي قدّمه الدكتور موفق القداح كمبادرة إنسانية لصالح محافظة حمص، التي قامت بتوجيه هذا التبرع لإعادة تأهيل المشفى، بما يلبي الحاجات الصحية لأهالي تدمر ومناطق الريف الشرقي المحيطة.
ويُعد مشفى تدمر الوطني من الركائز الأساسية للقطاع الصحي في المنطقة الشرقية للمحافظة، حيث يقدّم خدمات طبية حيوية لآلاف السكان ويغطي شريحة واسعة من المرضى في المناطق الريفية النائية.
وخلال الفعالية، أكد المحافظ أن هذا المشروع يشكّل جزءاً من خطة شاملة لتعزيز البنية الصحية في الريف الشرقي، ويأتي في إطار الجهود المتواصلة لإعادة تأهيل الخدمات العامة وتحقيق التعافي في المناطق التي تضررت خلال الحرب.
تقع مدينة تدمر في وسط البادية السورية، وتُعد من أبرز المواقع الأثرية في الشرق الأوسط، وتبعد نحو 215 كم شمال شرق العاصمة دمشق، وتتبع إدارياً لمحافظة حمص. اشتهرت عبر التاريخ بموقعها الاستراتيجي بين الشرق والغرب، وكانت محطة رئيسية على طريق الحرير القديم، ما جعلها مركزاً تجارياً وثقافياً هاماً في العصور القديمة.
خلال الحرب في سوريا، تعرضت المدينة لأضرار جسيمة، خصوصاً بين عامي 2015 و2017، حيث سيطر تنظيم “داعش” على المدينة مرتين، وأقدم على تدمير أجزاء واسعة من تراثها المعماري، بما في ذلك معالم أثرية لا تُقدّر بثمن.
اليوم، تشهد تدمر جهوداً متجددة لإعادة الإعمار وتأهيل بنيتها التحتية، وخاصة في القطاعين الصحي والخدمي، في محاولة لإعادة الحياة إلى المدينة التي تمثل أيقونة في التاريخ السوري والعالمي.