الثورة- ترجمة هبه علي:
لقد مرت عقود منذ أن أرسل المجتمع الدولي رسالة حاسمة من الوحدة والوضوح بشأن الحاجة إلى حل القضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين.
وقد أصدر مؤتمر استضافته المملكة العربية السعودية وفرنسا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك وحضره مندوبون مما لا يقل عن 125 دولة مثل هذه الرسالة هذا الأسبوع.
قدم البيان الختامي نهجاً شاملاً وإجماعياً لإنهاء الحرب في غزة، وإنشاء أدوات لحماية الشعب الفلسطيني مع رفض التغييرات أحادية الجانب في التركيبة السكانية والجغرافية للأراضي المحتلة.
ولكن الأهم من ذلك، أنه أكد على أن الحل الوحيد العادل والمستدام للصراع هو من خلال إنهاء الاحتلال وتنفيذ حل الدولتين.
كان المؤتمر الدولي، الذي قاطعته الولايات المتحدة وإسرائيل، استجابة جماعية من غالبية أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة على حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على غزة، ونيتها المعلنة في تنفيذ التطهيرالعرقي من خلال التهجيرالقسري للفلسطينيين وخطّتها لضم الأراضي الفلسطينية.
استند البيان الختامي إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى المواقف العامة لغالبية ساحقة من الدول بشأن حل الدولتين.
وبينما يمكن فهم رفض إسرائيل الفوري لرسالة المؤتمر ونياته في سياق سياسات الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخها، فإن موقف الولايات المتحدة هو المخيب للآمال والمحير.
فعلى مدى عقود، احتكرت الإدارات الأميركية المتعاقبة آليات ما يسمى بعملية السلام في الشرق الأوسط.
وقد فشلت هذه العملية، التي بدأت بمؤتمر مدريد عام ١٩٩١ وبلغت ذروتها بتوقيع اتفاقيات أوسلو، في تحقيق هدفها الأولي” تسوية الوضع النهائي للصراع”.
وقد أفسد فشل واشنطن الذريع كوسيط نزيه رعاية أميركا الحصرية لعملية السلام والمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل، والتي انتهت مع الولاية الأولى للرئيس باراك أوباما.
ولم تفعل الولايات المتحدة شيئاً لمحاسبة إسرائيل على سياستها العدوانية المتمثلة في بناء وتوسيع المستوطنات غيرالقانونية في الضفة الغربية.
ووقفت الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي بينما أطلقت حكومة إسرائيلية – يمينية متطرفة موجة من إرهاب المستوطنين ضد الفلسطينيين.
ولم تحرك ساكناً عندما أعلن بنيامين نتنياهو انتهاء أوسلو وضرورة حل السلطة الفلسطينية.
ولم تحرك ساكناً عندما أعلن نتنياهو في أكثر من مناسبة نيته ضم الضفة الغربية ووأد آمال إقامة دولة فلسطينية إلى الأبد.
لم تقدّم الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب الكثير للفلسطينيين.
وخلال ولايته الثانية، تسببت إسرائيل في أفظع أزمة. إنسانية في غزة، بينما ارتكبت مجازر بحق المدنيين ونفذت تطهيراً عرقياً بحقهم.
المصدر..
عندها قررت الرياض وباريس إنهاء الجمود الحالي.
أوضحت المملكة العربية السعودية أن غياب حل عادل للقضية الفلسطينية هو السبب الجذري لعدم الاستقرار الإقليمي.
لا يملك نتنياهو وشركاؤه من اليمين المتطرف إجابة على السؤال الملح: ماذا نفعل بالفلسطينيين؟ كان 7 أكتوبر/تشرين الأول حدثًا تاريخيًا جلب المعاناة لإسرائيل ونكبة ثانية للفلسطينيين.
لكي لا يمر كلا الشعبين بـ 7 أكتوبر/تشرين الأول آخر، يجب تنفيذ تسوية عادلة،
كان مؤتمر نيويورك بمثابة لحظة يقظة في جميع أنحاء العالم. هذه ضربة لنتنياهو وشركائه المتطرفين. لكنهم ما زالوا في وضع يسمح لهم بإلحاق الضرر.
رفض نتنياهو حتى الآن أي إنهاء دائم لحرب غزة، لا يزال يعتمد على دعم الولايات المتحدة لمساعدته على تمديد حمام الدم على أمل إخراج ملايين الغزيين من القطاع الذي مزقته الحرب.
وللحفاظ على بقاء ائتلافه، قد يصل الأمر إلى تنفيذ قرار اعتمده الكنيست مؤخراً بضم معظم الضفة الغربية. بإمكانه أيضاً الانسحاب من أوسلو وحل السلطة الفلسطينية.
لكن لن يفعل ذلك إلا إذا كان يعلم أن الولايات المتحدة ستدعمه. كل هذه الأعمال غير القانونية ستُعمّق عزلة إسرائيل السياسية، وقد تُؤدي إلى رد فعل دولي عنيف من العقوبات.
المصدر arab news