من الإهانة إلى السيادة.. فارق الصورة بين “الأسد والشيباني” في حضرة موسكو

أحمد نور الرسلان :

تعكس المقارنة بين مشهدين متباعدين في الزمن والمضمون تغيّراً لافتاً في موقع سوريا السياسي، كما تطرحه الصورة المتداولة التي تُظهر من جهة مشهد حضور بشار الأسد إلى قاعدة حميميم الروسية عام 2017 خلال زيارة الرئيس الروسي بوتين، ومن جهة أخرى زيارة وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني إلى موسكو في 31 تموز/يوليو 2025.

مشهد الإذلال في حميميم
في القسم الأيسر من الصورة، بدا بشار الأسد مقيّداً بخطى جنرال روسي يمنعه من التقدّم خلف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارته إلى قاعدة حميميم في اللاذقية، يومها، انتشر المشهد كرمز لإذلال رأس النظام البائد وتأكيد تبعيته الكاملة للقرار العسكري الروسي، حيث مُنع حتى من مرافقة بوتين في مراسم الاستقبال العسكرية، وقد اعتُبر ذلك تعبيراً عن نهاية السيادة السورية في ظل الاحتلال الروسي، وإعلاناً صريحاً عن انكشاف النظام البائد وانعدام أي اعتبار لرمزيته.

مشهد الدولة الجديدة في موسكو
على النقيض، يظهر في القسم الأيمن من الصورة وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني وهو يتقدّم بثبات إلى جانب نظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي يرافقه إلى القاعة الرئيسية في وزارة الخارجية الروسية، في مشهد بروتوكولي يحفظ التوازن الدبلوماسي بين دولتين.

يبرز الشيباني هنا ممثلاً لسوريا جديدة ما بعد الأسد، تُخاطب موسكو من موقع الشريك لا التابع، وتطرح مشروع علاقة قائمة على الاحترام والمصالح المتبادلة، لا الإملاءات والانصياع.

دلالات التحول
الفارق بين الصورتين يتجاوز الشكل إلى الجوهر، الأولى تجسد سوريا الضعيفة المرهونة لقيادة أجنبية تتصرّف بها كأداة، والثانية تعكس محاولة لإعادة بناء التمثيل السياسي والدبلوماسي لسوريا بوصفها دولة تسعى لاستعادة سيادتها وإعادة تموضعها الخارجي بعد سقوط النظام البائد.

في السياسة كما في الصور، التفاصيل لا تخطئ، ولا تغفر، فبين مشهد بشار الأسد وهو يُمنع من اللحاق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة حميميم عام 2017، ومشهد وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني وهو يسير إلى جانب نظيره الروسي سيرغي لافروف في مقر الخارجية بموسكو عام 2025، تتجلى قصة التحول بين نظام تابع فقد احترام الحلفاء، ودولة تحاول استعادة كرامتها ومكانتها بعد سقوط نظام الأسد.

البعد السيادي في الصورة: من “رئيس تابع” إلى “وزير شريك”
في علم السياسة البصرية، تُقرأ الصور كما تُقرأ الخطب والبيانات، وربما بدقة أكبر، فالصورة المهينة للأسد في قاعدة حميميم ستظل محفورة في الذاكرة بوصفها لحظة كاشفة لانعدام السيادة، فيما تمثل صورة الشيباني ولافروف محاولة استعادة لهذه السيادة، أو على الأقل التفاوض عليها، الفارق أن الأول كان ممنوعاً من الحركة، أما الثاني فكان متقدّماً على السجاد الدبلوماسي الأحمر.

آخر الأخبار
توقيع عقود تصديرية.. على هامش فعاليات "خان الحرير- موتكس"     تشكيلة سلعية وأسعار مخفضة.. افتتاح مهرجان التسوق في جبلة السياحة تشارك في مؤتمر “ريادة التعليم العالي في سوريا بعد الثورة” بإستطاعة 100ميغا.. محطة للطاقة المتجددة في المنطقة الوسطى "خان الحرير - موتكس".. دمشق وحلب تنسجان مجداً لصناعة النسيج الرئيس الشرع أمام قمة الدوحة: سوريا تقف إلى جانب قطر امتحان موحد.. "التربية" تمهّد لانتقاء مشرفين يواكبون تحديات التعليم خبير مالي يقدم رؤيته لمراجعة مذكرات التفاهم الاستثمارية أردوغان: إســرائيل تجر المنطقة للفوضى وعدم الاستقرار الرئيس الشرع يلتقي الأمير محمد بن سلمان في الدوحة قمة "سفير" ترسم ملامح التعليم العالي الجديد خدمات علاجية مجانية  لمرضى الأورام في درعا الرئيس الشرع يلتقي الشيخ تميم في الدوحة الشيخ تميم: العدوان الإسرائيلي على الدوحة غادر.. ومخططات تقسيم سوريا لن تمر الحبتور: الرئيس الشرع يمتلك العزيمة لتحويل المستحيل إلى ممكن فيصل القاسم يكشف استغلال "حزب الله" وجهات مرتبطة به لمحنة محافظة السويداء ضبط أسلحة وذخائر معدّة للتهريب بريف دمشق سرمدا تحتفي بحفّاظ القرآن ومجودي التلاوة تنظيم استخدام الدراجات النارية غير المرخّصة بدرعا مطاحن حلب تتجدد بالتقنية التركية